سنه 317
ضياعهم الصحيحه الملك، دون ما يقال انه قدلابسه الريب و الشك، و انظر بنفسي في امرالخاصة و العامه و ابلغ في انصافها والاحسان إليها الغاية.
و اما أنتم، فمعظم نعمكم منى، و ما كنتلأعود عليكم في شيء سمحت به و رايته فيوقته، و أراه الان زهيدا، في جنباستحقاقكم، و انا بتثميره اولى و بتوفيرهاحرى.
اما نازوك، فلست ادرى لأي شيء عتب، و لالأي حال استوحش و اضطرب؟ فما غيرت له حالا،و لا حزت له مالا.
و اما عبد الله بن حمدان، فالذي احفظهصرفه عن الدينور و تهيؤ اعادته إليها انكان راغبا فيها، و ما عندي له و لنازوك والعصاة كلها الا التجاوز و الإبقاء و بعدهذا و قبله، فلي في أعناقكم بيعه قدوكدتموها على انفسكم دفعه بعد اخرى.
و من بايعنى فإنما بايع الله سبحانه، و مننكث فإنما نكث عهد الله، و لي عندكم أيضانعم و اياد و عندكم صنائع و عوارف، آمل انتعترفوا بها و تلتزموها و تشكروها، فانراجعتم هذا الجميل، و تلقيتم هذا الخطبالجليل، و فرقتم جموعكم و مزقتموها و عدتمالى منازلكم و استوطنتموها، و اقبلتم علىشئونكم فلم تقصروا فيها كنتم بمنزله من لميبرح من موضعه، و لم يأت بما يعود بتشعثمحله و موقعه، و ان ابيتم الا مكاشفه ومخالفه، فقد وليتكم ما توليتم، و اغمدتسيفي عنكم، و لجات في نصرتي و معونتى الىالله سبحانه، و لم اسلم الحق الذى جعلهالله تعالى لي، و اقتديت بعثمان بن عفانرضى الله عنه، حين لم يخرج من داره، و لميسلم حقه لما خذله عامه ثقاته و انصاره، والله تعالى بصير بالعباد و للظالمينبالمرصاد.
و لما وقف مؤنس و نازوك و ابو الهيجاء علىالرقعة، طالبوه باخراج هارون، فاخرجه منيومه الى الثغور الشامية و الجزرية.
و عاد مؤنس و الجيش الى بغداد في يومعاشوراء و زحفوا الى دار السلطان، فهربالمظفر بن ياقوت و الخدم و الحجاب و ابنمقله