سنه 296
يحلفون بحضره القضاه، و كان الذى يأخذالبيعه على الناس و على القواد و يتولىاستحلافهم و الدعاء باسمائهم محمد بن سعيدالأزرق كاتب الجيش، و احضر عبد الله بن علىبن ابى الشوارب القاضى و طولب بالبيعهلابن المعتز فلجلج، و قال:
ما فعل جعفر المقتدر! فدفع في صدره و قتلابو المثنى لما توقف عن البيعه، و لم يشكالناس ان الأمر تام له إذ اجتمع اهل الدولةعليه، و كان اجل من تخلف عن سوسن الحاجب،فانه بقي بدار المقتدر مثبتا لأمره وحاميا له.
و في هذا اليوم كانت بين الحسين بن حمدان وبين غلمان الدار التي كان بها المقتدر حربشديده من غدوه الى انتصاف النهار، و ثبتسوسن الحاجب به و حامى عنه، و احضر الغلمانو وعدهم الزيادة، و قوى نفس صافى و نفسمؤنس الخادم و مؤنس الخازن، فكلهم حماه ودافع عنه، حتى انفضت الجموع التي كان محمدبن داود جمعها لبيعه ابن المعتز، و ذلك انمؤنسا الخادم حمل غلمانا من غلمان الدارالى الشذوات، فصاعد بها في دجلة فلماجازوا الدار التي كان فيها ابن المعتز ومحمد ابن داود صاحوا بهم، و رشقوهمبالنشاب، فتفرقوا و هرب من كان في الدار منالجند و القواد و الكتاب، و هرب ابن المعتزو من كان معه، و لحق بعض الذين كانوابايعوا ابن المعتز بالمقتدر، فاعتذروااليه بأنهم منعوا من المصير نحوه، و اختفىبعضهم، فأخذوا و قتلوا و انتهبت العامهدور محمد بن داود و العباس بن الحسن، و أخذابن المعتز فقتل و قتل معه جماعه، منهماحمد بن يعقوب القاضى، ذبح ذبحا، و قالواله:
تبايع للمقتدر! فقال: هو صبى و لا يجوزالمبايعة له.
و قال الطبرى، و لم ير الناس اعجب من امرابن المعتز و المقتدر، فان الخاصة والعامه اجتمعت على الرضا بابن المعتز وتقديمه، و خلع المقتدر لصغر سنه، فكان امرالله قدرا مقدورا، و لقد تحير الناس في امردوله المقتدر و طول أيامها على و هي أصلهاو ضعف ابتنائها ثم لم ير الناس و لم يسمعوابمثل سيرته و ايامه و طول خلافته.
و قال محمد بن يحيى الصولي: و في يومالاثنين لتسع ليال بقين من ربيع الاول خلعالمقتدر على على بن محمد بن الفراتللوزارة، و ركب الناس معه الى داره بسوقالعطش، و تكلم في اطلاق جماعه ممن كان بايعابن المعتز، فاذن له المقتدر في ذلك،