سنه 318
شيئا لما بخلت به عن امير المؤمنين، لانسلامتي معقودة بسلامته، و لكن مع ابنقرابه من المال ما لا يحتاج اليه، و انااستخرج لك منه خمسمائة الف دينار، فقال:
اذهب فتسلمه، فقبض عليه و جرى عليه منالمكروه ما اشفى به على التلف، حتى قتلالمقتدر بالله فخلص.
و حكى ابن سنان: ان ابن قرابه كان صديقالأبيه، فدخل عليه بعد ما صودر فقال له:خلطت حتى صودرت، و قد حصل لي الان ما يرتفعمنه عشرون الف دينار في السنه خالصه لي، ولي من الاملاك ما ليس لأحد مثله و منالآلات و الفرش و المخروط و الصيني والجوهر ما ليس لأحد، و كذلك من الرقيق والخدم و الغلمان و الكراع، و معى ثلاثمائةالف دينار صامت، لا احتاج إليها، و بيني وبين ابن مقله موده، و هو مقدم من فارسوزيرا، فهل ترى لي ترك التخليط و لزوم ربالنعمه و إصلاحها! فقال له ابن سنان: مارايت اعجب من امرك، انما يسال عن الأمرالخفى، و اما عن الواضح الجلى فكلا، و بعدفان اعقبك فائده و اثمرك صلاحا، فلازمه، والا فكف عنه و أيضا فان الإنسان يكد ليحصلله بعض ما حصل لك و قد أتاك هذا وادعا فاشكرالله و تمتع بنعمتك التي انعم الله سبحانهبها عليك، فقال:
صدقت و نصحت، و لكن لي نفس مشئومه لا تصبر،و ساعود الى ما كنت فيه.
فلما خرج سنان من عنده، قال: لا يموت ابنقرابه الا فقيرا او مقتولا.
و لما ورد مؤنس، و كان هارون بن غريب قدوكل به غلمانه و قيده، و امرهم باخراجه الىواسط، فقتل المقتدر بالله رحمه الله فيذلك اليوم، فهرب الموكلون به و بقي معهخادمان و كان ابن قرابه اشتراهما لهارون،فتعطفا عليه و صارا به الى الفرضه، وادخلاه مسجدا بها و احضرا حدادا، فكسرقيوده و مشى الى منزله بسويقه