سنه 323
و في هذا الشهر، صرف عبد الرحمن بن عيسى عنالدواوين، و احضر ابن مقله ابن شنبوذ، وقال له: بلغنى انك تقرا حروفا في القرآنبخلاف ما في المصحف، و كان ذلك بحضره ابنمجاهد و اهل القرآن، فاعترف بقراءة ما عزىاليه من الحروف، و منها إذا نودى للصلاة منيوم الجمعه فامضوا الى ذكر الله.
و اغلظ للوزير و للجماعة في الكلام، و نصرما عزى اليه، فامر به ابن مقله فضرب، فدعاعليه بتشتيت الشمل و قطع اليد، و دعا علىابن مجاهد بثكل الولد و على الضارب لهبالنار، فشوهد قطع يد ابن مقله و ثكل ابنمجاهد ولده.
ثم استتيب عن قراءة الحروف، فتاب منها.
و دعا الأئمة في الجوامع لابن ياقوت،فأنكر ذلك الراضي و صرفهم.
و قرر ابن مقله مع الراضي القبض على محمدبن ياقوت، لما غلب على الأمور، و انفردبجباية الأموال و تضمين الاعمال.
فلما دخل ابن ياقوت دار الخلافه عدل بهالى حجره، فقبض عليه و على كاتبهالقراريطى، و نهبت دار القراريطى وحده.
و تقلد الحجبة ذكى مولى الراضي.
و أخذ خط القراريطى بخمسمائة الف دينار.
و كان ياقوت بواسط، فلما علم القبض علىابنيه، انحدر الى السوس، فكاتبه ابن مقلهبالمصير الى فارس لفتحها و كان على بن بويهقد تغلب عليها.
و هذه حال الأمير ابى الحسين على بن بويهالملقب بعد عماد الدولة، لقبه بهذا اللقبالمستكفى بالله، عند وصول أخيه الأمير ابوالحسين اليه.
هو احد قواد مزداويج بن زيار الديلمى،فانفذه ليستحث له مالا في الكرج، فأتاهافاخذ منها خمسمائة الف درهم، و صار الىهمذان ففتحها عنوه، و قتل كثيرا من أهلها،ثم صار الى أصبهان فتركها عليه المظفر بنياقوت مسالما، و لم يلبث بها على بن بويهحتى اخرجه منها اصحاب مزداويج، فصار الىارجان و كاتب ياقوت،