سنه 324
و قلده اعمال المعاون بأصبهان و فارس،فاستعفى عبد الرحمن بن عيسى من الوزارةحين عجز عن تمشيه الأمور، فقبض عليهالراضي في رجب، و قبض على أخيه على بنعيسى، و صادر عليا على مائه الف دينار ادىمنها تسعين ألفا، و صادر عبد الرحمن علىسبعين ألفا ادى منها ثلاثين.
و لليلة بقيت من شعبان، توفى ابو بكر محمدبن موسى بن مجاهد، و دفن عند داره بسوقالعطش، و كان مولده سنه خمس و اربعين ومائتين.
قال ابو الفضل الزهري: انتبه ابى فيالليلة التي مات فيها ابو بكر بن مجاهدالمقرئ، فقال: يا بنى، ترى من مات الليلة؟فانى رايت في منامي كان قائلا يقول:
قد مات الليلة مقوم وحى الله منذ خمسينسنه، فلما أصبحنا و إذا بابن مجاهد قد مات.
و نقلت من خط رئيس الرؤساء ابى الحسن بنحاجب النعمان: كان ابن مجاهد إذا ختم احدعنده القرآن عمل دعوه، فختم احد اولادالنجارين، فعمل دعوه فحضر ابو بكر واصحابه، و حضر الصوفية و القوالون، فلماقارب ثلث الليل، استدعى ابو بكر بن مجاهدازاره فطرحه على كتفه، و قال: امضى في حاجهو اعود، فلا يتبعني احد، قال: فعجبنا منخروجه في ذلك الوقت، و ظننا انه انكر سوءادب، و مكثنا منكرين، فلما كان بعدساعتين، وافى و عاد الانبساط، فسألناه عننهضته فقال: اصدقكم، نظرت فإذا انا في طيبهو لذة، و ذكرت ان بيني و بين فلان الضريرمقه و شر، ففكرت اننى في هذه اللذه، و انذاك واقف بين يدي الله عز و جل يتهجد، و لمأحب ان أكون بهذه الصفة و هو على تلك الحالمن ثقل القلب، فخفت من الله تعالى فقصدته ودخلت داره، فقبلت راسه، و اصلحت ما بيني وبينه، و امنت استحكامه، و عدت الى ما نحنعليه و انا طيب القلب.
و في شهر رمضان ورد الخبر بقتل ياقوتبعسكر مكرم، و دفن بها، و ذلك ان جندهشغبوا عليه، و من جملتهم ثلاثة آلاف اسود،و انصرف عنه طاهر الجيلى في ثمانمائه رجلالى الكرج، و كبسه على بن بلقويه فقللرجاله، و نجا طاهر بنفسه،