سنه 329
و تلقاه الوزير ابو الحسين بن ميمون، والكتاب و العمال و القضاه، و انفذ المتقىيعرفه انسه بقربه، و حمل اليه الطعام والهدايا عده ليال.
و كان ابن ميمون و البريدى يخاطب كل واحدمنهما صاحبه بالوزارة، ثم انفرد بهاالبريدى خاصه.
فكانت وزارة ابن ميمون شهرا و ثلاثة ايام،ثم قبض عليه و احدره الى البصره فمات بها.
فاستكتب المتقى لله على خاص امره أباالعباس احمد بن عبد الله الاصبهانى.
و لم يلتق البريدى بالمتقى، و مضى اليهالأمير ابو منصور بن المتقى لله بالنجمىليسلم عليه، فلبس البريدى ثياب سواده، وتلقاه في احسن زي، و نثر عليه الدنانير.
و راسل ابو عبد الله البريدى المتقى للهعلى يد القاضى احمد بن عبد الله ابن إسحاقالخرقى و ابى العباس الاصبهانى يطالبهبحمل المال، فقال للقاضي: انصحه و عرفه خبرالمعتز و المهتدى بالله، و الله ان خليتهمع الأولياء ليطلبن نفسه فلا يجدها.
فكان الجواب، ان حمل اليه خمسمائة الفدينار، فوهب للخرقى منها خمسه آلاف ديناربعد مائه و خمسين الف دينار.
و كان البريدى يأمر عسكره بالتشغيب علىالخليفة، فرجعت المكيدة عليه، حتى شغبوا.
و اجتمع الديلم، فراسوا على انفسهمكورنكج بن الفارضى الديلمى، بالقبض عليه،و قصدوا البريدى و هو بالنجمى، و عاونهمالعامه، فقطع البريدى الجسر، و وقعت الحربفي الماء و وثبت العامه بأسباب البريدى فيالجانب الغربي فهرب ابنه و اخوه في الماهالى واسط و نهبت داره و دور قواده، و حملبعض ما حمل اليه المتقى من المال.
و استتر ابن شيرزاد، فنهبت داره و دورقواده.
و ظهر سلامه الطولونى و بدر الخرشنى.
و هرب البريدى من بغداد.