سنه 291
البريه حتى انتهى الى موضع يعرف بالداليةمن اعمال طريق الفرات، فنفد ما كان معهم منالزاد و العلف، فوجه بعض من كان معه ليأخذلهم ما احتاجوا اليه فدخل الدالية لشراءحاجته، فأنكر زيه، و سئل عن امره فاستراب وارتاب، و اعلم المتولى لمسلحه تلك الناحيةبخبره، و كان على المعاون رجل يعرف بابىخليفه بن كشمرد فركب في جماعه، و سال هذاالرجل عن خبره، فاعلمه ان صاحب الشامةبالقرب منه، في ثلاثة نفر، و عرفه بمكانه.
فمضى صاحب المعاون اليهم و اخذهم و وجهبهم الى المكتفي و هو بالرقة، و رجعتالجيوش من طلب القرامطة، بعد ان أفنوااكثرهم قتلا و اسرا و كتب محمد بن سليمانالكاتب الى الوزير القاسم بن عبيد اللهبمحاربته للقرامطه، و ما فتح الله لهعليهم، و قتله و اسره لاكثرهم، و انه تقدمفي جمع الرءوس و هو باعث منها بعدد عظيم.
و في يوم الاثنين لاربع بقين من المحرمادخل صاحب الشامة الى الرقة ظاهرا للناسعلى فالج، و عليه برنس جرير، و دراعهديباج، و بين يديه المدثر و المطوق علىجملين ثم ان المكتفي خلف عساكره مع محمد بنسليمان، و شخص هو في خاصته و غلمانه وخدمه، و شخص معه القاسم بن عبيد اللهالوزير من الرقة الى بغداد، و حمل معهالقرمطى و المدثر و المطوق و جماعه ممن اسرفي الوقعه و ذلك في أول صفر، فلما صار الىبغداد عزم على ان يدخل القرمطى مدينهالسلام مصلوبا على دقل و الدقل على ظهرفيل، فامر بهدم طاقات الأبواب التي يجتازبها الفيل بالدقل ثم استسمج ذلك، فعمل لهدميانه، غلام يا زمان كرسيا، و ركبه علىظهر الفيل، في ارتفاع ذراعين و نصف، و اقعدفيه القرمطى صاحب الشامة، و دخل المكتفيمدينه السلام، صبيحة يوم الاثنين لليلتينخلتا من شهر ربيع الاول و قد قدم بين يديهالأسرى مقيدين على جمال عليهم دراريعالحرير و برانس الحرير، و المطوق وسطهم، وهو غلام ما نبتت لحيته بعد، قد جعل في فيهخشبة مخروطه و الجم بها في فمه كهيئةاللجام ثم شدت