سنه 332
الى الموصل فعند ذلك خرج اخوه ناصر الدولةو المتقى لله و سائر من معهم الى نصيبين، وخرج توزون وراءهم الى الموصل، و معه ابنشيرزاد، فاستخرج منها مائه الف دينار.
و للنامى يذكر وقعه سيف الدولة بتوزون:
على رماحك نصر الله قد نزلا
ان ضل سعدا على مسراك مطلعه
يا ناصر الدين ان الدين في وزر
هاتى صنائعك الحسنى أبا حسن
والت لمن قدبغاك العتر و الزللا
فاسال بهيوم تلقاك العدى الاسلا
فقد دعتهالعدى المريخ او زحلا
و موئلالملك ان الملك قد والا
والت لمن قدبغاك العتر و الزللا
والت لمن قدبغاك العتر و الزللا
و سار المتقى لله الى الرقة في حرمه وولده، و وصلها أول يوم من شهر رمضان، وانفذ من هناك بابى زكريا السوسي الىتوزون، و قال: قل له: قد اوحشتنى الظنونالسيئه من البريديين، و عرفت انك و هم يدواحده، و قد عفا الله عما سلف، فان آثرترضائى فصالح نصر الدولة و ارجع الىالحضره، فان الأمور تستقيم لك برضائي عنك،فقال ابو زكريا: يا امير المؤمنين انىاخافه على نفسي، فقال: إذا قصدت الصلاحكفيت، فقلت له: فان لم يتم الصلح اعود الىوطنى؟ قال: قد أذنت لك، فقبلت يده.
فلما جئت الموصل، هم الاتراك بي، و ارتابتوزون بوصولى، فقلت: ايها الأمير، قد كنتاسفر بينك و بين ابن رائق، فهل عرفتني الامستقيما؟ قال: صدقت:
فقلت: انا رجل سنى كبير و ارى طاعهالخليفة، و خرجت معه احتسابا، لا اطلبالدنيا و قد انفذنى رسولا، و أنتم أولادي،ربيتكم و ارى الصلح فاشار عليه ابن شيرزادبذلك.
و وردت الاخبار بمجيء معز الدولة الىواسط، فأحب توزون اتمام الصلح.
و حصل لابن شيرزاد مائتا الف دينار.
و عقد البلد على ناصر الدولة ثلاث سنين،كل سنه بثلاثة آلاف الف و ستمائه الف درهم،و دخل توزون بغداد