سنه 300
و فيها ورد الخبر بانخساف جبل بالدينور،يعرف بالتل و خروج ماء كثير من تحته غرقتفيه عده من القرى، و ورد الخبر أيضابانخساف قطعه عظيمه من جبل لبنان و سقوطهاالى البحر، و كان ذلك حدثا لم ير مثله.
و فيها ورد كتاب صاحب البريد بالدينور،يذكر ان بغله هناك وضعت فلوه و نسخه كتابه:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الموقظبعبره قلوب الغافلين، و المرشد بآياتهالباب العارفين، الخالق ما يشاء بلا مثال،ذلك الله البارئ المصور في الارحام مايشاء و ان الموكل بخبر التطواف بقرماسينرفع يذكر ان بغله لرجل يعرف بابى برده مناصحاب احمد بن على المري وضعت فلوه، و يصفاجتماع الناس لذلك، و تعجبهم لما عاينوامنه، فوجهت من أحضرني البغله و الفلوهفوجدت البغله كمتاء خلوقيه و الفلوه سويهالخلق تامه الأعضاء منسدله الذنب سبحانالملك القدوس لا معقب لحكمه و هو سريعالحساب.
و كان المقتدر لما راى عجز محمد بن عبيدالله الوزير و تبلده قد انفذ احمد بنالعباس أخا أم موسى الهاشمية الى الاهواز،ليقدم باحمد بن يحيى المعروف بابن ابىالبغل ليوليه الوزارة، فخرج اليه، و اقبلبه حتى صار بواسط، فلما قرب من دار السلطانسلم احمد بن العباس على احمد بن محمدبالوزارة، و حمل اليه ثلاثة آلاف دينار،فاتصل الخبر بمحمد بن عبيد الله الوزير منقبل حاشيته و عيونه، فركب الى الدار، وصانع جماعه من الخدم و الحرم، و ضمن لامولد المعتضد التي كانت عنيت بولايته فيأول امره خمسين الف دينار، فنقضت امر ابنابى البغل، و رد واليا على فارس.
و في شوال من هذا العام توفى عبيد الله بنعبد الله بن طاهر، و كان اكثر الناس أدبا وجلاله و فهما و مروءة، و هو ابن احدى وثمانين سنه، و صلى عليه احمد بن عبد الصمدالهاشمى، و دفن في مقابر قريش و فيها ماتابو الفضل عبد الواحد بن الفضل بن عبدالوارث يوم السبت لسبع بقين من ذي الحجه.
و اقام الحج للناس في هذه السنه الفضل بنعبد الملك بن عبد الله الهاشمى.