سنه 301
و فيها ورد الخبر بوثوب ابى الهيجاء عبدالله بن حمدان بالموصل و معه جماعه منالأكراد، و كانوا أخواله لان أمه كرديه، واغاث الجند اهل الموصل، فقتلت بينهم مقتلهعظيمه، و صار ابو الهيجاء الى الأكراد، وتامر عليهم كالخالع للطاعة.
و تظلم اهل البصره من عاملهم محمد بنإسحاق بن كنداج، و شكوا به الى على ابنعيسى الوزير، فعزله عنهم بعد ان استامرفيه المقتدر لئلا يستبد بالرأي دونه، وولى البصره نجحا الطولونى، ثم ولى محمد بنإسحاق بن كنداج الدينور، و ولى سليمان بنمخلد ديوان الدار، و كتابه غريب خالالمقتدر، و ولى على بن عيسى ابراهيم أخاهديوان الجيش، و استخلف عليه سعيد بن عثمانو الحسين بن على.
و في شهر ربيع الآخر من هذه السنه دخل مؤنسالخادم مدينه السلام، و معه ابو الهيجاءقد اعطاه أمانا فخلع على مؤنس و عليه.
و قلد نصر القشورى مع الحجابه التي كانيتولاها ولايه السوس و جندىسابور ومناذر الكبرى و مناذر الصغرى، فاستخلف علىجميع ذلك يمنا الهلالي الخادم.
و في هذه السنه اغارت الاتراك علىالمسلمين بخراسان، فسبت منهم نحو عشرينألفا، الى ما ذهبت به من الأموال و قتلت منالرجال، فخرج اليهم احمد بن اسماعيل، وكان واليها في جيوش كثيره، و اتبعهم فقتلمنهم خلقا كثيرا و استنقذ بعض الأسرى، واوفد الى السلطان رجلا شيخا يعرف بالحمادىيستحمد اليه بفعله بالاتراك، و يخطب اليهشرطه مدينه السلام و اعمال فارس و كرمانفأجيب الى كرمان وحدها و كتب له بها كتابعهد.
و في جمادى الآخرة من هذه السنه اطلق محمدبن عبيد الله الذى كان وزيرا و ابنه عبدالله و امرا بلزوم منازلهما.
و فيها خلع على القاسم بن الحر و ولىسيراف، و خلع على على بن خالد الكردى، وولى حلوان.
و في هذه السنه ركب ابو العباس محمد بنالمقتدر من القصر المعروف بالحسنى، و بينيديه لواء عقده له أبوه المقتدر علىالمغرب، و معه القواد كلهم، و الغلمانالحجريه و جماعه الخدم حول ركابه، و على بنعيسى عن يمينه و مؤنس الخادم عن يساره ونصر الحاجب بين يديه، فسار في الشارعالأعظم، و رجع في الماء و الناس معه،