سنه 348
لمولانا امير المؤمنين اطال الله بقاءهجعفر بن ورقاء، ان يصحح له لمن يأمرهبتصحيح ذلك عنده، عن عبد الرحمن بن عيسىمائه الف دينار، و اخذه اى وقت امرهبتصحيحها، و قلت للوزير: أنفذها مع رسولعاقل ينظر ما يجرى، فعاد الخادم الذىانفذه و قال: استدعاني الخليفة حين عرضعليه الحاجب الخط، فدخلت و هو جالس علىكرسي كالمغتاظ، و في يده الرقعة مخرقه،فقال: من عند مولاك؟ فقلت و لم اجسر علىكذبه: جعفر بن ورقاء، فقال: قل له يااعرابى، اردت ان ترى الناس ان نفسك تتسع،لا تغرم غمرا لا حرمه له، و هو خادمى ماضاقت نفسي عن تركه عليه، فتظهر بذلك انكاكرم منى، و الله لا كان هذا، قل لمولاك:
اطلق عبد الرحمن، و ترد خط هذا الأعرابيالجلف، و انى اكفر عن يميني، و رمى بالرقعةمخرقه.
قال: فقلت للكرخى: كيف راى الوزير رأيي؟ والله ما اعتمدت الا ان يقع في نفسه مثلهذا، فيفعل ما فعله لعلمي بجوده عقله و كرمنفسه، و لو جرى الأمر بخلاف ذلك لوزنت جميعما املكه، و استسمحت الوزير و الناس بعدهحتى اقوم بتصحيح المال، فاطلق ابو على الىمنزله.
و في هذه السنه ورد الخبر بان الروم،خذلهم الله، أسروا محمد بن ناصر الدولة مننواحي حلب، و أسروا أبا الهيثم بن القاضىابى حصين بن عبد الملك بن بدر ابن الهيثم وغلمانه من سواد حران، فكتب ابو فراس الىابيه:
أيا راكبا نحو الجزيرة جسره
تحمل الى القاضى سلامي و قل له
و ان فؤادى لافتقادى اسيره
لعل زمانا بالمسره ينثني
فأشكو و يشكو ما بقلبي و قلبه
إذا غير البعد الهوى فهوى ابى
حصين منيعالفؤاد حصين
عذافره انالحديث شجون
الا انقلبي مذ حزنت حزين
لعان بأيديالحادثات رهين
و عطفه دهرباللقاء تكون
كلانا علىنجوى أخيه أمين
حصين منيعالفؤاد حصين
حصين منيعالفؤاد حصين