سنه 351
الحنفي الدار المعروفه بدعلج، في درب ابىخلف، بإزاء داره، فقلت داره، فقلت له: لمأزل اسمع الناس يعظمون شان هذه الدار، و ماأجدها كما وصفت، فقال لي: كان دعلج في هذهالدار، و كان شاهدا و محدثا و عظيم الحالموسرا و كان المطيع لله قد اودع أبا عبدالله بن ابى موسى الهاشمى عشره آلاف دينارقبل إفضاء الخلافه اليه، فتصرف فيها وأنفقها و ادل بالقدره عليها في طلبها،فلما ولى الخلافه، طالبه بها، فوعدهبحملها، و رجع الى منزله، و شرع في بيعشيء من املاكه و ثماره فتعذر، فالحالمطيع بالمطالبة بالوديعة، فاعتذر بأنهامخبوءه لا يقدر عليها الا بعد ثلاثة ايام،فانظره، فلما حضر وقت الوعد قلق و لم ينم،و لم يتجه له وجه، و خاف ان يحرق به، و لميعود ثلم جاهه، فركب في بقية الليل بغيرغلام، و ترك راس البغله تمشى حيث شاءت،فافضت به الى قطيعه الربيع، فدخلها و عطفالى درب ابى خلف، فإذا دعلج قد خرج و في يدهسمكه، فتأمله فقال له: خير، فقال: لا، ابالله انزل، فنزل و دخل داره و قص قصته،فقال: لا باس، اى نقد كانت الدنانير؟ فقال:النقد الفلاني فقال: يا غلام، اغلق الباب،و حط ما عندك من العين، و اجلس مع الشريف، وانتقد النوع الفلاني الى ان ارجع منالحمام فلما عاد كان الغلام قد انتقدالقدر، فجعلها في اكياس، و أنفذها معغلمانه، ثم قال: اكتب خطك في دفترى، فكتبتخطى بذلك، الى مده اربعه اشهر و انصرفت.
و استدعيت الظرف التي كانت دنانير المطيعفيه، فنقلتها اليه، و ختمتها بالاسريحاتالتي كانت عليه، فأتاني رسول المطيع،فحملت المال و وضعته بين يديه، و قلت: انراى امير المؤمنين ان يتقدم بوزنه! فقال:ما افعل ذلك و هي تحت ختمى، فخفت ان يتأملالختم، فعجلت الى كسره، و حلفت بنعمته لابد مما تزنه، فوزن.
و اتفق انه دخل من ضيعتى ثلاثة آلاف دينارقبل الأجل، فحضرت عند دعلج و دفعتها اليه،فقال: لا اله الا الله، ايها الشريف، بماستحققت منك هذا! ارتجعه قبل المده فأكونكذابا! فامسكت الدنانير حتى تكاملت فيوقتها