سنه 356
فرسا ادهم حسن الصورة، و نهاه منجمه علىالركوب، فعارضه خنزير قد افلت من حربه رمىبها، فشب الفرس و وشمكير غافل، فسقط علىدماغه، فخرج من انفه دم و حمل ميتا، و كتبابن العميد في ذلك كتابا اوله: الحمد للهالذى اغنى بالوحوش عن الجيوش، و قال: أخذتهذا من كتاب كتبه صبى بين يدي عمرو بنمسعده، و قد ولدت بقره آدميا، فقال لهعمرو: اكتب في ذلك، فكتب كتابا اوله:
الحمد لله خالق الأنام في بطون الانعام،فحسد عمرو الصبى، و خاف ان يتمم فسيربلاغته، فاخذ الدرج من يده.
و اجتهد عز الدولة بسبكتكين، ان يخرج الىالجيش لمساعده عمه ركن الدولة، فلم يفعل،فانفذ الفتكين، و وصل الى الري و قد وقعالغناء عنه.
و في شعبان خلع على القاضى ابى محمد بنمعروف، و ولى القضاء بالجانب الغربي.
و خلع على ابن سيار، و قلد القضاء بالجانبالشرقى.
و فيه توفى ابو جعفر هارون بن المعتضدبالله.
و في ذي الحجه توفى مفلح الأسود، خادمالمقتدر بمصر.
و فيه قبض ابو تغلب بن حمدان على ابيه ناصرالدولة، حين كبر و ساء خلقه.
فانفذ اليه الخلع و اللواء من الحضره.
و في هذه السنه توفى كافور الإخشيدي صاحبمصر.
قال ابو جعفر مسلم بن طاهر العلوي: ما رايتاكرم من كافور، كنت اسايره يوما، و هو فيموكب خفيف مؤيد متنزها، و بين يديهغلمانه، و عده جنائب بمركب ذهب و مراكبفضه، و خلفه بغال الموكب و الفرش كما تكونالملوك، فسقطت مقرعته من يده، و لم يرهاركابيه فنزلت من دابتى، و أخذتها من الارضو دفعتها اليه، فقال:
يا أبا جعفر، اعوذ بالله من بلوغ الغاية،ما ظننت ان الزمان يبلغني الى ان تفعل هذا،ثم ودعني، فلما سرت التفت، فإذا خلفيالبغال كلها و الجنائب، فقلت: ما هذا؟
فقالوا: امر الأستاذ ان يحمل هذا إليك،فادخلته دارى، و كانت قيمته زياده علىخمسه عشر الف دينار، و حكاياته عن المتنبىمشهوره.
و في هذه السنه هلك سيف الدولة، و نصبغلمانه ابنه أبا المعالى بحلب