سنه 302
قال الصولي: و فيها جلس على بن عيسىللمظالم في كل يوم ثلاثاء، فحضرته يوما، وقد جيء برجل يزعم انه نبى، فناظره فقال:انا احمد النبي، و علامتي ان خاتم النبوهفي ظهري، ثم كشف عن ظهره فإذا سلعه صغيره،فقال له: هذه سلعه الحماقة، و ليست بخاتمالنبوه، ثم امر بصفعه و تقييده و حبسه فيالمطبق.
و في شهر رمضان من هذه السنه وافى بابالشماسيه قائد من قواد صاحب القيروان يقالله ابو جده، و معه من اصحابه مائتا فارس،نازعين الى الخليفة فاحضر القائد دارالسلطان، و خلع عليه، و اخرج هو و اصحابهالى البصره ليكونوا مع محمد بن إسحاق بنكنداج.
و فيها اطلق المقتدر من سجنه الصفاريالمعروف بالقتال، خلع عليه، و اقطعه داراينزلها و اجرى عليه الرزق، و امره بحضورالدار في يومى الموكب مع الأولياء، و اطلقأيضا محمد بن الليث الكردى و خلع عليه، وهو ممن ادخل مع الليث، و طوف على جمل.
و فيها جاء رجل حسن البزة طيب الرائحة الىباب غريب خال المقتدر، و عليه دراعه و خفاحمر و سيف جديد بحمائل، و هو راكب فرسا ومعه غلام، فاستأذن للدخول، فمنعه البواب،فانتهره و اغلظ عليه، و نزل فدخل، ثم قعدالى جانب الخال، و سلم عليه بغير الإمرة،فقال له غريب و قد استبشع امره: ما تقولاعزك الله؟ قال: انا رجل من ولد على بن ابىطالب، و عندي نصيحه للخليفة لا يسعني انيسمعها غيره، و هي من المهم الذى ان تأخروصولي اليه حدث امر عظيم.
فدخل الخال الى المقتدر و الى السيده، واعلمهما بامره، فبعث في الوزير على بنعيسى و احضر الخال الرجل، فاجتهد الوزير والحاجب نصر و الخال ان يعلمهم النصيحه ماهي، فأبى حتى ادخل الى الخليفة، و أخذسيفه، و ادنى منه، و تنحى الغلمان و الخدم،فاخبر المقتدر بشيء لم يقف عليه احد، ثمامره بالانصراف الى منزل اقيم له و خلععليه ما يلبسه، و وكل به خدم يخدمونه، وامر المقتدر ان يحضر ابن طومار نقيبالطالبيين و مشايخ آل ابى طالب، فيسمعونمنه و يفهمون امره، فدخلوا عليه و هو