سنه 302
عبيد الله الإسكندرية، و خطب فيها خطباكثيره محفوظه، لو لا كفر فيها لاجتلبتبعضها.
و لما وردت الاخبار باستطاله صاحبالقيروان بجهة مصر، انهض المقتدر مؤنساالخادم و ندب معه العساكر، و كتب الى عمالاجناد الشام بالمصير الى مصر.
و كتب الى ابنى كيغلغ و ذكا الأعور، و ابىقابوس الخراسانى باللحاق بتكين لمحاربته.
و خلع على مؤنس في شهر ربيع الاول سنهثنتين و ثلاثمائة و خرج متوجها الى مصر، وتقدم على بن عيسى الوزير بترتيب الجمازاتمن مصر الى بغداد ليروح عليه الاخبار في كليوم، فورد الخبر بان جيش عبيد الله الخارجمع ابنه، و مع قائده حباسه انهزموا و بشرعلى بن عيسى بذلك المقتدر، فتصدق في يومهبمائه الف درهم، و وصل على ابن عيسى بمالعظيم، فلم يقبله ثم رجع على و قد باع له ابنما شاء الله ضيعه باربعه آلاف دينار، وفرقها كلها شكرا لله عز و جل، و دخل مؤنسالخادم بالجيوش مصر في جمادى الآخرة، و قدانصرف كثير من اهل المغرب عن الإسكندرية ونواحيها، و انصرف ولد عبيد الله قافلا الىالقيروان و كتب محمد بن على الماذرائىيذكر ضيق الحال بمصر و كثره الجيوش بها وما يحتاج اليه من الأموال لها، فانفذ اليهالمقتدر مائتي بدره دراهم على مائتي جمازهمع جابر بن اسلم صاحب شرطه الجانب الشرقىببغداد.
و ورد الخبر من مصر في ذي القعده بانالاخبار تواترت عليهم بموت عبيد اللهالشيعى فانصرف مؤنس يريد بغداد، و عزلالمقتدر تكين عن مصر، و ولاه دمشق و نقلذكا الأعور من حلب الى مصر.
و في هذه السنه صرف ابو ابراهيم بن بشر بنزيد أبا بكر الكريزى العامل عن اعمال قصرابن هبيرة و نواحيه، فطالبه و ضربهبالمقارع حتى مات، و حمل الى مدينه السلامفي تابوت.
و فيها مات القاسم بن الحسن بن الاشيب، ويكنى أبا محمد، و كان قد حدث و حمل عنهالناس توفى لليلتين بقيتا من جمادىالاولى، و لم يتخلف عن جنازته قاض و لافقيه و لا عدل.
و فيها ماتت بدعه جاريه عريب مولاهالمأمون لست خلون من ذي الحجه