سنه 291
عينيه و يغمضهما، حتى خشي عليه ان يموت،فضربت عنقه و رفع راسه في خشبة و كبر من كانعلى الدكة و كبر سائر الناس في أسفلها، ثمضربت اعناق باقى الأسرى و انصرف القواد ومن حضر ذلك الموضع وقت العشاء فلما كانبالغد حملت الرءوس الى الجسر، و صلب بدنالقرمطى في الجسر الأعلى ببغداد، و حفرتلأبدان القتلى آبار الى جانب الدكة،فطرحوا فيها ثم امر بعد ذلك بايام بهدمالدكة ففعل ذلك.
و استامن على يدي القاسم بن سيما رجل منالقرامطة، يسمى اسماعيل ابن النعمان، ويكنى أبا محمد، لم يكن بقي منهم بنواحيالشام غيره و غير من انضوى اليه، و كان هذاالرجل من موالي بنى العليص، فرغب فيالدخول في الطاعة، خوفا على نفسه، فأومنهو و من معه، و هم نيف و ستون رجلا، و وصلواالى بغداد.
و اجريت لهم الأرزاق، و احسن اليهم ثمصرفوا مع القاسم بن سيما الى عمله، وأقاموا معه مده فهموا بالغدر به فوضعالسيف فيهم، و اباد جميعهم.
و في آخر جمادى الاولى من هذه السنه وردكتاب من ناحيه جبى بان سيلا أتاها منالجبل، غرق فيه نحو من ثلاثين فرسخا و ذهبفيه خلق كثير، و خربت به المنازل و القرى،و هلكت المواشى و الغلات، و اخرج من الغرقىالف و مائتان سوى من لم يوجد منهم.
و في يوم الأحد غره رجب، خلع المكتفي علىمحمد بن سليمان كاتب الجيش و على وجوهالقواد، و امرهم بالسمع و الطاعة لمحمد بنسليمان، و برز محمد الى مضربه ببابالشماسيه و عسكر هنالك، ثم خرج بالجيوشالى جانب دمشق، لقبض الاعمال من هارون بنخمارويه إذ تبين ضعفه، و ذهب رجاله في حربالقرامطة، و رحل محمد بن سليمان في زهاءعشره آلاف، و ذلك لست خلون من رجب، و امربالجد في المسير.
و لثلاث بقين من رجب قرئ على الناس كتابلإسماعيل بن احمد بان الترك قصدواالمسلمين في جيش عظيم، و ان في عسكرهمسبعمائة قبة تركية لرؤساء منهم خاصه فنوديفي الناس بالنفير و خرج مع صاحب العسكر خلقكثير فوافى