سنه 305
خادما من ثقات خدمه على الجمازات في طريقالبريه الى دمشق، و منها الى مصر و امر ابنبسطام الا يناظرهما الا بحضره الخادمالموجه اليه، و الا يعنف عليهما و كان ذلكمما يحبه ابن بسطام، لأنه كان أساء بهماغاية الإساءة، و أخذ منهما مالا جليلايقال انه احتجنه، و تقلد ابو الطيب اخوهمناظره ابن بسطام، رفقا به أيضا و لم يشتداعليه في شيء مما كان اليه و احسنا اليه، وسلماه الى تكين صاحب مصر ليناظر بحضرته،فنسب ابو الطيب بفعله ذلك الى العجز و قالفيه بعض الشعراء بمصر شعرا ذكرته لما فيهمن مذهبهم في شنعه التعذيب و الاستقصاء:
يا أبا الطيب الذى اظهر الله
قد تانيت و انتظرت فهل بعد
جد بالخائن البخيل فكشفه
اين ضرب المقارع الارزنيات
اين صفع القفا و اين التهاويل
اين ضيق القيود و الالسن الفظه
اين عرك الاذان و اللطم للهام
اين نتف اللحا و شد الحيازيم
ليس يرضى بغير ذا منك سلطانك
فبهذا يجيك مالك فاسمع
و إليك الخيار والاختيار
به العدلليس فيك انتصار
تانيك وقفه وانتظار
ففي كشفه عليهدمار
و اينالترهيب و الانتهار
إذا علقتعليه الثفار
اينالقيام و الاخطار
و عصرالخصا و اين الزيار
و اينالحبوس و المضمار
فاشدد فانرفقك عار
و إليك الخيار والاختيار
و إليك الخيار والاختيار
و قبض ببغداد على ابن اخت ابراهيم بن احمدالماذرائى، و هو ابو الحسين محمد بن احمد،و كان يكتب لبدر الحمامي، و يخلف أبا زنبورو أبا بكر محمد بن على و طالبه ابن الفراتباموال، فاغرمه و أخذ جميع ما وجد له فيداره.
و في هذه السنه ورد الخبر بان الحسن بنخليل بن ريمال امير البصره من قبل شفيعالمقتدرى أساء السيرة في البصره، و مديدهالى امور قبيحه، و وظف على الاسواق وظائف،فوثبوا به، فركب و احرق السوق التي حولالجامع، و ركضت خيله في المسجد، و قتلواجماعه من العامه ممن كان في المسجد، و لمتصل الجمعه في ذلك اليوم ثم كثر اهل البصرهفحاصروه في داره بموضع يعرف ببني نمير، واجتمع اصحابه اليه الى ان تقدم المقتدرالى شفيع المقتدرى بعزله، فعزله و ولىرجلا من اصحابه يعرف بابن ابى دلف