سنه 311
و كانت عظيمه، و كانت له ضياع و مستغلات وامتعه و وطاء و كسوه لا يعرف لشيء منهاقدر، فقال نصر الحاجب للمقتدر ان يأنساخلف ضياعا تغل ثلاثين الف دينار الى ما خلفمن سائر المال، و اشار عليه بان يوجه ابنهأبا العباس الى دار يانس، فيصلى عليه ويأمر بدفنه، و يحضر جميع فرسانه و خدمه وحاشيته فيقول لهم: انا مكان يانس لكموفوقه، و زائد في الاحسان إليكم، و التفقدلأحوالكم ثم يحصى ما تخلفه و لا يفوت منهشيء، فيجمع بذلك الاستحماد الى الرجال والاحراز للمال فاصغى المقتدر الى نصيحهنصر الحاجب، و ظهر له صواب قوله: فلما خرجعنه حوله ابن الفرات و ولديه عن رايه، وامر المحسن بتحصيل التركه فاذهب أكثرها، وخان الخليفة فيها و أخذ اكثر ذلك لنفسه،حتى لقد كانت الشقاق الدبيقيه الشقيرياتالتي اقل ثمن كل واحده منها سبعون دينارا،تحشى بها المخاد الأرمينيه و المساور، وتباع فتشترى للمحسن على ان الذى داخلهاحشو صوف، و كذلك فعل بالقصب المرتفعالرشيدي و الملحم الشعبى و النيسابورى، ولقد أخذ من الوسائد الرفيعه و المساورالمحكمه فحشاها بالندو العود، عتيا وطغيانا، و كذلك كان يتكئ عليها.
و مما يعتد به على ابن الفرات و ولده اناحمد بن محمد بن خالد الكاتب المعروف بأخيابى صخره كان قد ولى الدواوين و كان منمشايخ الكتاب و رؤسائهم فتوفى في هذاالعام و خلف ورثه احداثا، فانهى كثره ماخلف من المال الى المقتدر، فامر بالتوكيلبخزانته و داره، فسار بعض الورثه الىالمحسن و ضمنوا له مالا على ازاله التوكيلو حل الاعتقال، فكلم المحسن أباه في ذلك، وركب الى المقتدر، فقال له: ان المعتضد والمكتفي قد كانا قطعا الدخول على الناس فيالمواريث، و انا ارى لمولاي ان يحيىرسومهما، و ان يأمر باثبات عهد الا يتعرضاحد في ميراث، فأجابه المقتدر الى ذلك إذظن انها نصيحه منه، فسلمت الدار الى ورثهالكاتب، و أنشأ ابن الفرات كتابا عنالمقتدر في اسقاط المواريث نسخته.
بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد، فان اميرالمؤمنين المقتدر بالله يؤثر في الأموركلها