سنه 311
ما قربه من الله عز و جل، و اجتلب له جزيلمثوبته، و واسع رحمته، و حسنته العائدهعلى كافه رعيته كما جعل الله في طبعه، واولج في بيته، من التعطف عليها و ايصالالمنافع إليها، و ابطال رسوم الجور التيكانت تعامل بها، جاريا مع احكام الكتاب والسنه، عاملا بالآثار عن الافاضل منالأئمة، و على الله يتوكل امير المؤمنين،و اليه يفوض و به يستعين.
و انهى الى امير المؤمنين المقتدر باللهابو الحسن على بن محمد الوزير ما يلحقكثيرا من الناس من التحامل في مواريثهم، وما يتناول على سبيل الظلم من أموالهم، وانه قد كان شكى الى المعتضد بالله مثل ذلك،فكتب الى القاضيين يوسف بن يعقوب و عبدالحميد يسالهما عن العمل في المواريث،فكتبا اليه: ان عمر بن الخطاب و على بن ابىطالب و عبد الله بن العباس و عبد الله بنمسعود و من اتبعهم من الأئمة و علماء هذهالامه رحمهم الله رأوا ان يرد على اصحابالسهام من القرابة ما يفضل عن السهامالمفروضه لهم في كتاب الله عز و جل منالمواريث ان لم يكن للمتوفى عصبه يرثون مابقي، ممتثلين في ذلك كتاب الله عز و جل فيقوله و أولوا الارحام بعضهم اولى ببعض فيكتاب الله، و محتملين على سنه رسول الله فيتوريث من لا فرض له في كتاب الله من الخال وابن الاخت و الجده، و ان تقليد العمال امرالمواريث دون القضاه شيء لم يكن الا فيخلافه المعتمد على الله، فانه خلط في ذلك،فامر المعتضد بابطال ما كان الأمر جرىعليه ايام المعتمد في المواريث، و تركالعمل فيها بما روى عن زيد بن ثابت بان يردعلى ذوى الارحام ما اوجب الله رده و أولوالعلم من الأئمة.
فامر امير المؤمنين المقتدر بالله انيجرى الأمر على ذلك و يعمل به، و كتب يومالخميس.
لاربع عشره ليله بقيت من شهر رمضان سنهاحدى عشره و ثلاثمائة، فلما نفذ كتابالمقتدر بهذا، و اشهد على ورثه ابن خالدالكاتب بتسليم ما خلفه و قبضهم له وجهالمحسن، اليهم من أخذ جميع مالهم و حبسهم واخافهم.
و حج بالناس في هذه السنه الفضل بن عبدالملك.