سلسلة الينابيع الفقهية، کتاب الجهاد، کتاب السبق و الرماية ج9 جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخيرلعلكم تفلحون، لأن المعنى إما أن يكونافعلوا ذلك على رجائكم الفلاح به وإما أن يكونافعلوه لكي تفلحوا. ودليل مدحه سبحانه على ذلك ووعده الثوابعليه قوله: ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قرباتعند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته، فأخبر سبحانه عنباطنهم وما نووه من التقرب بالطاعة إليه ومدحهم على ذلك ووعدهم الثواب عليه، فإنكان الوضوء واجبا بأن يكون وصلة إلى استباحة واجب تعين نوى وجوبه على الجملةأو الوجه الذي له وجب. وكذا إن كان ندبا ليميز الواجب من الندب ويوقعه على الوجهالذي كلف إيقاعه عليه. ويجوز أن يؤدى بالوضوء المندوب الفرض منالصلاة بالإجماع المذكور ومن خالف في ذلك من أصحابنا غير معتد بخلافه. والفرض الثاني: الذي يقف صحة الوضوء عليهمقارنة آخر جزء من النية لأول جزء منه حتى يصح تأثيرها بتقدم جملتها علىجملة العبادة، لأن مقارنتها على غير هذا الوجه بأن يكون زمان فعل الإرادة هو زمانفعل العبادة أو بعضها متعذر لا يصح تكليفه أو فيه حرج يبطله ما علمناه من نفي الحرجفي الدين، لأن ذلك يخرج ما وقع من أجزاءالعبادة ويقدم وجوده على وجود جملة النية عن كونهعبادة من حيث وقع عاريا من جملة النية، لأن ذلك هو المؤثر في كون الفعل عبادة لا بعضه.والفرض الثالث: استمرار حكم هذه النية إلىحين الفراع من العبادة، وذلك بأن يكون ذاكرا لها غير فاعل لنية تخالفهابالإجماع، وإذا كانت المضمضة والاستنشاقأول ما يفعل من الوضوء فينبغي مقارنة النيةلابتدائهما لأنهما وإن كانا مسنونينفيهما من جمله العبادة ومما يستحق به الثواب ولايكونان كذلك إلا بالنية على ما بيناه. والفرض الرابع: غسل الوجه، وحده من قصاصشعر الرأس إلى محادر شعر