حج المهدي، ولما صار في (فتق العبادي) ضجّ الناس من العطش، فأمر أن يحفر بئراً، ولما بلغوا قريباً من القرار، هبّت عليهم ريح من البئر فوقعت الدلاء ومنعت العمل، فخرجت الفعلة خوفاً على أنفسهم. فأعطى علي بن يقطين لرجلين عطاءاً كثيراً ليحفرا، فنزلا فأبطئا، ثم خرجا مرعوبين قد ذهبت ألوانهما فسألهما عن الخبر. فقالا: إنا رأينا آثاراً وأثاثاً، ورأينا رجالاً ونساءً، فكلما أومأنا إلى شيء منهم صار هباء، فصار المهدي يسأل عن ذلك ولا يعلمون.فقال الإمام الكاظم (عليه السلام): هؤلاء أصحاب الأحقاف، غضب الله عليهم فساخت بهم ديارهم.350