دور الإيمان في التعهد بالتكاليف - باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) - نسخه متنی

حسین إبراهیم الحاج حسن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دور الإيمان في التعهد بالتكاليف

إن التعهد بالتكاليف والشعور بالمسؤولية التي تحيط بالشؤون الاجتماعية من كل جهة، ومن أهم الأسس لسعادة الفرد والمجتمع على حد سواء، والتربية الإسلامية العريقة تبنى على أساس الشعور بالمسؤولية، فعلى كل مسلم أن يستند إلى إيمانه أولاً ثم إلى العمل الصالح ثانياً ليضمن سعادته في حياته، ولا يجعل شيئاً آخر سواهما مستنداً لسعادته الواقعية.

والإمام زين العابدين (عليه السلام) يصف تكاليف الإنسان في مختلف الشؤون فيقول: (إعلم يرحمك الله: إن لله عليك حقوقاً محيطة بك في كل حركة تحركتها أو سكنة سكنتها، أو منزلة نزلتها، أو جارحة قلبتها، أو آلة تصرفت بها بعضها أكبر من بعض).

والإسلام يرى أن كل أحد مسؤول عن أعماله، ولا يتحمل أي فرد مسؤولية الآخرين، قال تعالى: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)480.

إن في أعماق الإنسان قوة تدعوه إلى أداء تكاليفها ومسؤولياته، وحينما يتقبل الإنسان دعوة ضميره ويبادر إلى أداء تكاليفه فإن تلك القوة الباطنية ستؤيده، وبعد فراغه من تكليفه تملأ نفسه سروراً وارتياحاً هذه القوة هي الضمير أو الوجدان الناشئ من أعماق فطرة الإنسان وهو الذي يحملنا على ترك الرذائل، والتمسّك بالأعمال الصالحات ولكن هل الضمير وحده يضمن تنفيذ الخير على يد الإنسان فيبعثنا على اتباع التعاليم الدينية ويكون مستنداً لأداء مختلف التكاليف؟؟ الحقيقة أن الضمير الأخلاقي بما له من أهمية في ضمان سعادة الإنسان فهو لا يتمكن في جميع الأوضاع والظروف أن يمنع سقوط الإنسان وانحرافه وعلينا بعد هذا أن نلتفت إلى دائرة عمل الضمير، حيث أن أحكامه تختلف باختلاف الظروف الزمانية، والعادات القومية، اختلافاً بيناً؛ فنشاط الضمير إنما هو في الدعوة إلى أمور قد أقر بحسنها وفضلها من قبل ذلك العرف والعادة والسنن الاجتماعية. فالمرفوض في أمة من الأمم قد يكون مفضّلاً ومحبّباً عند أمة أخرى على أساس سننها وأعرافها. ويدلنا التاريخ أن الشيطان قد زين في بعض أدوار الحياة البشرية أعمالاً هي من أقبح ما يكون في الواقع، ولكن تحت ستار الأعمال الصالحة، وتلقّاها الناس حينئذٍ بصفتها أعمالاً مقبولة لديهم.

قال تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً)481.

أضف إلى ذلك كله أن الضمير من دون أن يستند إلى مستند خاص لا يقدر على المقاومة في مواجهة كثير من أهواء النفس وحب المال والسلطان وطغيان الشهوات، وهو في ساحة كفاحه مع الغرائز يفتقد شيئاً من قوة مقاومته، وربما سقط أمام أول مجاهدة لميول النفس الأمارة بالسوء، فبإمكانها أن تقلب الحقائق وتخدع الضمير وتخمد من نور المصباح المضيء الذي ينور باطن الإنسان.

وهنا يأتي دور الإيمان، الإيمان الذي يهدي الضمير ويرشد الوجدان، ويكون مستنداً صحيحاً له، وحاكماً أميناً على العادات والتقاليد والأعراف، ولا يتكلف بتنفيذ أوامر العرف والسنن الاجتماعية.

إن الذين تيقظت في ذواتهم فطرة التوحيد وآمنوا بالله إيماناً صادقاً قد استجابوا لنداء ضمائرهم استجابة تامة ويرون اتباعها إطاعة للهداية التكوينية الإلهية، فلا يثقل على كواهلهم حمل التكاليف، بل يمنحهم قوة فاعلة ونشاطاً مباركاً فيبادرون إلى أداء تكاليفهم بكل محبّة ونشاط.

/ 169