آل النبي ذريعتي أرجو بهم أعطى غداً بيدي اليمين صحيفتي
وهم إليه وسيلتي بيدي اليمين صحيفتي بيدي اليمين صحيفتي
والإمام احمد بن حنبل سأله عبد الله ابنه عن التفضيل بين الخلفاء الراشدين فقال: أبو بكر، وعمر، وعثمان، ثم سكت. فسأله عبد الله: يا أبت!! أين علي بن أبي طالب؟ قال: (هو من أهل البيت لا يقاس به هؤلاء)15.أما عن فلسفة الحكم عند الأمويين وعند العباسيين فكانت تهدف إلى الأثرة والاستغلال وإشباع الرغبات في الجاه والسلطان، ولم يؤثر عنهم أنهم قاموا بعمل إيجابي في صالح المجتمع الإسلامي، أو ساهموا في بناء الحركة الفكرية والاجتماعية على ضوء ما يهدف إليه الإسلام في بعث التطور الثقافي والإداري والاقتصادي لجميع شعوب الأرض. ففي هذا الجو السياسي والاجتماعي الصعب تميز موقف الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) بالشدة والصرامة في شجب الظلم، وقول كلمة الحق، فكان من الأئمة اللامعين في علمه وعمله على نشر الثقافة الإسلامية، وإبراز الواقع على حقيقته.يضاف إلى قدراته الفذة التي لا تحصى: حلمه وعلمه وكظمه الغيظ وقد أجمع المؤرخون أنه كان يقابل الإساءة بالإحسان، والذنب بالعفو، شأنه شأن جدّه الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) وقد قابل جميع ما لاقاه من أذى وظلم من الحاقدين عليه بالصبر والصفح الجميل حتى لقب بالكاظم، وكان ذلك من أشهر ألقابه.وهكذا إذا استعرضنا مقوّمات الإمام (عليه السلام) الفذة وكل ما أثر عنه في ميادين السلوك والأخلاق، فإنا نجده حافلاً بكل معاني الإنسانية، ومقوّمات بناء الأمة الإسلامية، التي عسى أن ألم ببعض جوانبها المشرقة والخيرة والمعطاء.