نصب الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) من بعده ولده الإمام الرضا (عليه السلام) فجعله علماً لشيعته، مرجعاً لأمة جده (صلّى الله عليه وآله)، فقد حدّث الحسين بن المختار قال: لما كان الإمام الكاظم (عليه السلام) في السجن خرجت لنا ألواح من عنده وقد كتب فيها (عهدي إلى أكبر ولدي)534.علماً أنه عيّن ولده الرضا (عليه السلام) من بعده وذلك قبل أن يعتقله الطاغية هارون، وقلّده منصب الإمامة، ودلّ عليه الخواص من شيعته، فقد روى محمد بن زيد بن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: دعانا أبو إبراهيم ونحن سبعة عشر من ولد علي وفاطمة، فأشهدنا لعلي ابنه بالوصية والوكالة في حياته وبعد موته.لقد بيّن (عليه السلام) الحجة من بعده، ولم يهمل أمر الإمامة لأن هذا واجب شرعي لكل إمام، ولا يجوز أن تترك الأمة بدون إمام. وبذلك يكون قد هدى شيعته إلى طريق الحق والصواب. وقد جاء في حديث معروف عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) بما معناه: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات موتة جاهلية).