جاءه رجل يقال له عبد الغفار فسأله عن قوله تعالى:(ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى)356.قال أرى هنا خروجاً من حجب وتدلياً إلى الأرض، وأرى محمداً رأى ربه بقلبه ونسب إلى بصره فكيف هذا؟فقال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): دنا فتدلى فإنه لم يزل عن موضع ولم يتدلّ ببدن. فقال عبد الغفار: أصفه بما وصف به نفسه حيث قال: دنا فتدلى، فلما يتدلى عن مجلسه إلا وقد زال عنه ولولا ذلك لم يصف بذلك نفسه.فقال الإمام (عليه السلام): إن هذه لغة في قريش إذا أراد رجل منهم أن يقول قد سمعت، يقول: قد تدليت وإنما التدلي هو الفهم.ـ وسئل (عليه السلام) عن رجل قال:والله لأتصدقن بمال كثير فما يتصدق؟فقال (عليه السلام): إن كان الذي حلف من أرباب شياه، فليتصدق بأربع وثمانين شاة، وإن كان من أصحاب النعم، فليتصدق بأربع وثمانين بعيراً، وإن كان من أرباب الدراهم، فليتصدق بأربع وثمانين درهماً والدليل عليه قوله تعالى: (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ)357. فعدد مواطن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبل نزول تلك الآية فكانت أربعة وثمانين موطناً.358ـ سئل (عليه السلام) عن رجل نبش قبر ميت، وقطع رأس الميت، وأخذ الكفن.فقال (عليه السلام): يقطع يد السارق لأخذ الكفن من وراء الحرز.ويلزم مائة دينار لقطع رأس الميت، لأنا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمه قبل أن ينفخ فيه الروح.359