وتابع (عليه السلام): (الممتنعة من الصفات ذاته، ومن الأبصار رؤيته).أشار (عليه السلام) إلى أن صفات الله عين ذاته تعالى، وليست عارضة عليه كعروضها على الممكن، وقد أقيمت الأدلة الوافرة في علم الكلام على ذلك. وإن الأبصار تمتنع عن رؤيته تعالى وفيه إيماء لطيف على عدم امتناع إدراك البصائر والقلوب من رؤيته، ولكنها تراه بنور المعرفة وحقيقة الإيمان كما قال (عليه السلام): (ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان).(ومن الأوهام الإحاطة به، لا أمد لكونه، ولا غاية لبقائه)251.أراد (عليه السلام) أن الله يحيط بما سواه فكيف يحيط به شيء من الأوهام التي لا تتعلق إلا بالمعاني الجزئية المحدودة.وإنه تعالى فوق الآجال والأزمنة فلا أمد له، فإن الزمان مخلوق له، وإن بقاءه تعالى قائم بذاته وليس بصفة عارضة.