تحقيق الأهداف السامية - باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) - نسخه متنی

حسین إبراهیم الحاج حسن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تحقيق الأهداف السامية

قالوا: لولا الأمل لبطل العمل. إن الذي يملأ حياة الإنسان أملاً هو السعي لتحقيق الآمال العالية والمثمرة، وعلى كل إنسان أن يصمم على أن يبلغ مقاماً سامياً يليق بإنسانيته، فيعمل بكل ما أعطي من قوى وإمكانات ليقوم بتكاليفه ومهامه وخدمة أبناء مجتمعه.

وما نراه ونسمعه في مجتمعنا من بعض أفواه الناس يقولون:

نريد أن نقوم بعمل خير في حياتنا، لكن مسؤولياتنا وأعمالنا قد منعتنا من التوفيق في هذا الطريق، فقد غرقنا إلى حد بعيد في مهام الحياة ومشاغلها ولم تسمح لنا الفرص المناسبة لنتمكن فيها من تحقيق ما نصبوا إليه في حياتنا.

ولا ريب أن هذه من الأخطاء الشائعة والخطيرة في مجتمعنا، ذلك أن كلاً منا لديه الفرص الكثيرة التي تحيط به والتي يستطيع بكل سهولة من القيام بمهامه لو صمم وأراد؛ فيحصل على رضى ضميره ورضى مجتمعه ورضى ربه جلّ وعلا. من هنا كان قول الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله):

(الخلق كلهم عيال الله وأقربهم إليه أنفعهم لعياله) إلى جانب ذلك عليه أن لا يغفل عن تكاليفه العادية، وإن يقوم بأعمال جليلة فيها كل الخير له ولمجتمعه.

فالتكليف الواجب علينا جميعاً أن نفيد من الفرص الكثيرة التي تسمح لنا لنقوم بهذا التكليف؛ وسوف تتاح لنا فرص كثيرة في هذا السبيل. ونحصل على نجاح باهر وتوفيق هام، لأن جميع القوى الكامنة فينا تكفي للقيام بتكاليفها. والذي يحتاج إليه العالم اليوم ويفتقده هو أن يكون له جماعة يفكّرون في تلبية نداء الآخرين وقضاء حاجاتهم، وعند القيام بمهام جليلة من أجل الآخرين ستنزل رحمة الله الواسعة على المعين والمستعين كليهما. أما ما نراه من ضغوط المجتمع الحاضر الذي سموّه (المجتمع الحديث) كما هو عليه اليوم ستفقدنا شخصيتنا شيئاً فشيئاً، وبالتالي سوف نفتقد آمالنا في الإبداع والظهور.

ولهذا فإن وصول هذا المجتمع إلى الحضارة الحقّة سوف يتأخّر ما دام الوضع كما هو عليه. وما هو السبب في ذلك؟

الحقيقة أن الخطأ الكبير لكل واحد منا هو أننا نعيش بأعين ليست بصيرة، فلا نلتفت إلى الفرص الجيدة التي تواجهنا، نعم علينا أن نفتح أعيننا جيداً ونتفحّص ما حولنا بدقة ومهارة لنقدم إلى كل الناس الخير العميم. فأسمى ما لدينا وافضل أمنياتنا أن نرهن وجودنا، ونمد أيدينا لعون الآخرين إلى حد التضحية والفداء. ومثلنا الأعلى في هذا المضمار الشريف الأئمة (عليهم السلام)، كل واحد منهم قام بتكاليفه كاملة، وضحّى بأغلى ما يملك في الوجود، فبذل النفس في سبيل الآخرين. والجود بالنفس أسمى غاية الجود!

إنّ أصغر شيء ينفقه رجل فقير الحال هو أفضل بكثير من الذي ينفق كبار الأغنياء، وكثيراً ما نسمع من البعض من يقول: لو كنت ثرياً لكنت أقدّم للناس الكثير الكثير من الأعمال والخدمات ولكن؟!

نقول لهؤلاء الذين يتمنون ولا يفعلون: إننا بإمكاننا أن نكون جميعاً أثرياء من حيث الحب والعطف والحنان لهم، فلو اكتشفنا الحاجة الحقيقية للمحتاجين، وحاولنا تلبيتها، نكون بذلنا في ذلك أفضل وأعز شيء لدينا لا وهو الحب لهم، والعطف عليهم، ممّا لا يقابله كل أموال الدنيا بأجمعها!

ولا يفوتنا أن نعلم أن بإمكاننا إذا حملنا أنفسنا على البحث والتنقيب بما يمكننا القيام به لاستطعنا تقديم الكثير الكثير من أعمال الخير والمساعدة للآخرين. وهذا العمل الروحي بحاجة إلى جرأة وتضحية ورحابة صدر وقوة إرادة، وتصميم أكيد على إسداء الفائدة المرجوّة والمحبة الخالصة لجميع الناس، وهذا بنظري أكبر اختيار وامتحان لكل إنسان في هذه الدنيا على الأرض.

ولكن علينا أن نعلم أيضاً أننا في هذا التكليف الشاق، وتحمّل المسؤولية بإمكاننا أن نجد السعادة الحقيقية. وهذا واقعاً ما قدّمه الأئمة، وقدّموا في سبيل الله، وعطفوا على عباد الله، فكسبوا بذلك رضى الناس ورضى الله سبحانه وتعالى.

/ 169