استجابة دعاء الإمام الكاظم (عليه السلام) - باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) - نسخه متنی

حسین إبراهیم الحاج حسن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

استجابة دعاء الإمام الكاظم (عليه السلام)

عاش أهل البيت (عليهم السلام) مظلومين مضطهدين طيلة الحكم الأموي الغاشم ولما انتقل الحكم إلى العباسيين باسم العلويين حسب الناس أن الحكم العباسي سوف يخفف عنهم الوطأة، ويرفع عنهم الحيف.

ولما جاءت رايات أبي مسلم الخراساني بانتصار العلويين، وللأخذ بثأرهم وظلامتهم، أصبح الأمر معكوساً، فإذا بالعباسيين يظلمون وينكّلون بأئمة أهل البيت، ويتتبعونهم قتلاً وسجناً وتشريداً حتى كانت مدة ملكهم أشد قسوة من بني أمية. فقال أحد الشعراء:




  • تالله ما فعلت علوج أمية
    معشار ما فعلت بنو العباس



  • معشار ما فعلت بنو العباس
    معشار ما فعلت بنو العباس



وقال آخر:




  • يا ليت ظلم بني أمية دام لنا
    وليت عدل بني العباس في النار



  • وليت عدل بني العباس في النار
    وليت عدل بني العباس في النار



ولم يلجأ أئمة أهل البيت إلى الدعاء على ظالميهم إلا عندما يبلغ الظلم منتهاه، والجور غايته، ويطفح الكيل...

وجاء في كتاب عيسى بن جعفر للرشيد: (لقد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي، وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طوال هذه المدة، فما وجدته يفتر عن العبادة، ووضعت من يسمع منه ما يقوله في دعائه، فما دعا عليك ولا عليّ، ولا ذكرنا بسوء وما يدعو لنفسه إلا بالمغفرة والرحمة..)86.

إذا عرفنا هذا منه صلوات الله وسلامه عليه، نقدر شدة الظروف التي مرّت عليه فاضطرته للدعاء على ظالميه.

وسوف نذكر بعض ما ورد من استجابة دعائه (عليه السلام):

1ـ قال عبد الله بن صالح: حدثنا صاحب الفضل بن الربيع قال: كنت ذات ليلة في فراشي، مع بعض جواريي، فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة، فراعني ذلك، فقالت الجارية: لعلّ هذا من الهواء، فلم يمض إلا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح وإذا مسرور الكبير قد دخل عليّ، فقال: أجب الرشيد، ولم يسلّم عليّ، فيئست من نفسي، وقلت: هذا مسرور، ويدخل بلا إذن ولم يسلّم، ما هو إلا القتل؛ فقالت الجارية لما رأت تحيّري: ثق بالله عزّ وجلّ وانهض، فنهضت ولبست ثيابي، وخرجت معه حتى أتيت الدار، فسلمت على أمير المؤمنين وهو في مرقده، فرد علي السلام فسقطت.

فقال: تداخلك رعب!

قلت: نعم يا أمير المؤمنين.

فتركني ساعة حتى سكنت ثم قال: صر إلى حبسنا فاخرج موسى بن جعفر بن محمد، وادفع إليه ثلاثين ألف درهم، واخلع عليه خمس خلع، واحمله على ثلاثة مراكب، وخيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا إلى أي بلاد أحب.

فقلت له: يا أمير المؤمنين! تأمر بإطلاق موسى بن جعفر؟!

قال: نعم. فكررت ثلاث مرات.

فقال: نعم، ويلك! أتريد أن أنكث العهد؟!

فقلت: يا أمير المؤمنين! وما العهد؟!

قال: بينا أنا في مرقدي هذا إذ ساورني أسد، ما رأيت من الأسود أعظم منه، فقعد على صدري وقبض على حلقي، وقال لي: حبست موسى بن جعفر ظالماً له.

فقلت: وأنا أطلقه، وأهب له، وأخلع عليه، فأخذ عليّ عهد الله عزّ وجلّ وميثاقه وقام عن صدري وقد كادت نفسي أن تخرج فقال: فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو في حبسه، فرأيته قائماً يصلّي، فجلست حتى سلّم، ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين وأعلمته بالذي أمرني به في أمره، وإني قد أحضرت ما وصله به.

فقال: إن كنت أمرت بشيء غير هذا فأفعله.

فقلت: لا وحق جدك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ما أمرت إلا بهذا.

فقال: لا حاجة لي في الخلع والحملان والمال إذا كانت فيه حقوق الأمة.

فقلت: ناشدتك الله أن لا تردّه فيغتاظ.

فقال: اعمل به ما أحببت.

وأخذت بيده (عليه السلام) وأخرجته من السجن، ثم قلت له: يا ابن رسول الله أخبرني ما السبب الذي نلت به هذه الكرامة من هذا الرجل فقد وجب حقّي عليك لبشارتي إيّاك، ولما أجراه الله تعالى من هذا الأمر؟

فقال (عليه السلام): رأيت النبي (صلّى الله عليه وآله) ليلة الأربعاء في النوم فقال لي: يا موسى أنت محبوس مظلوم.

فقلت: نعم يا رسول الله محبوس مظلوم.

فكرّر علي ثلاثاً، ثم قال: (لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين).

أصبح غداً صائماً، واتبعه بصيام الخميس والجمعة، فإذا كان وقت الإفطار فصل اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كل ركعة: الحمد واثنتي عشرة قل هو الله أحد. فإذا صليت منها أربع ركعات فاسجد، ثم قال: (يا سابق الفوت، يا سامع كل صوت ويا محي العظام وهي رميم بعد الموت، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تصلي على محمد عبدك ورسولك، وعلى أهل بيته الطاهرين وأن تعجل لي الفرج ممّا أنا فيه). ففعلت فكان الذي رأيت.87

2ـ ونقل صاحب كتاب نثر الدرر: أن موسى بن جعفر الكاظم ذكر له، أن الهادي قد هم بك، قال لأهل بيته ومن يليه: ما تشيرون به عليّ من الرأي؟

فقالوا: نرى أن تتباعد عنه، وأن تغيب شخصك عنه، فإنّه لا يؤمن عليك من شره. فتبسم ثم قال:

زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغالب الغلاب.

ثم رفع يده إلى السماء فقال:

(الهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته، وأرهف لي شبا حدّه، وداف لي قواتل سمومه، ولم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح، وعجزي عن ملمّات الحوائج، صرفت ذلك عني بحولك وقوتك لا بحلوي وقوتي، وألقيته في الحفيرة التي احتفرها لي خائباً ممّا أمله في دنياه، متباعداً عما يرجوه في أخراه فلك الحمد على قدر ما عممتني فيه نعمك، وما توليتني من جودك وكرمك. اللّهم فخذه بقوتك، وافلل حده عني بقدرتك، واجعل له شغلاً فيما يليه، وعجزاً به عما ينويه. اللَّهُمَّ واعدني عليه عدوة حاضرة تكون من غيظي شفاءً، ومن حنقي عليه وفاءً، وصل اللّهم دعائي بالإجابة، وانظم شايتي بالتغيير، وعرفه عما قليل ما وعدت به من الإجابة لعبيدك المضطرين إنك ذو الفضل العظيم، والمن الجسيم).

ثم إن أهل بيته انصرفوا عنه، فلما كان بعد مدة يسيرة اجتمعوا لقراءة الكتاب الوارد على موسى الكاظم بموت الهادي، وفي ذلك يقول بعضهم:




  • وسارية لم تسر في الأرض تبغي
    محلاً ولم يقطع بها الأرض قاطع



  • محلاً ولم يقطع بها الأرض قاطع
    محلاً ولم يقطع بها الأرض قاطع



3ـ وروى الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير قال: حدثني أبو جعفر الشامي قال: حدثني رجل بالشام يقال له هلقام. قال: أتيت أبا إبراهيم (عليه السلام) فقلت له: جعلت فداك علمني دعاء جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز، فقال: قل في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس: (سبحان الله العظيم وبحمده استغفر الله وأسأله من فضله).

قال هلقام: لقد كنت من أسوء أهل بيتي حالاً فما علمت حتى أتاني ميراث من قبل رجل ما ظننت أن بيني وبينه قرابة وإني اليوم من أيسر أهل بيتي وما ذلك إلا بما علمني مولاي العبد الصالح (عليه السلام))88.

4ـ ومن دعائه (عليه السلام) عندما كان محبوساً يقلب خديه على التراب:

(يا مذل كل جبار ومعزّ كل ذليل وحقك بلغ مجهودي، فصلّ على محمد وآل محمد وفرّج عني)89.

5ـ وقال داود بن زربي:

سمعت أبا الحسن الأول (عليه السلام) يقول:اللّهم إني أسالك العافية، وأسألك جميل العافية، وأسألك شكر العافية، وأسألك شكر شكر العافية.

وكان النبي (صلّى الله عليه وآله) يدعو ويقول: أسألك تمام العافية ثم قال: تمام العافية الفوز بالجنة، والنجاة من النار)90.

ولا ريب أن الدعاء من قلب العبد الصالح المؤمن، التقي، الورع يستجاب من الله العزيز القدير. وجاء ذلك في القرآن الكريم:

(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)91.

/ 169