عهد المنصور بأمره إلى ولده المهدي، ونصبه ملكاً من بعده وأوصاه بهذه الوصية: (إني تركت بعض المسيئين من الناس على ثلاثة أصناف، فقيراً لا يرجو إلا غناك، وخائفاً لا يرجو إلا أمنك، ومسجوناً لا يرجو الفرج إلا منك، فإذا وليت فأذقهم طعم الرفاهية، لا تمدد لهم كل المد.. وقد جمعت لك من الأموال ما لم يجمعه خليفة قبلي، وبنيت لك مدينة لم يكن في الإسلام مثلها..)155.هلك الطاغية الجبار الذي أذاق جميع الناس صنوف الظلم والجور والفقر سنة (158هـ) وانطوت بذلك صفحة سوداء من حياة الأمة الإسلامية مملوؤة بالاثم والموبقات وكان عمر الإمام موسى الكاظم (عليه السلام) آنذاك ثلاثين سنة، مضى خلالها زهرة شبابه في عهد هذا الطاغية مكلوم القلب، حزين النفس، كاظم الغيظ حزناً على المسلمين عامة، وعلى ما لاقاه العلويون خاصة من التنكيل البشع، والعذاب الأليم. وسوف نرى صفحة أخرى مع ولده المهدي.