أمر هارون الرشيد أبا يوسف339 أن يسأل الإمام (عليه السلام) بحضرته لعله أين يبدي عليه العجز فيتخذ من ذلك وسيلة للحطّ من كرامته، ولما اجتمع (عليه السلام) بهم وجه إليه أبو يوسف السؤال التالي:ـ ما تقول في التظليل للمحرم؟ قال الإمام: لا يصح.ـ فيضرب الخباء في الأرض ويدخل البيت؟ قال الإمام: نعم.ـ فما الفرق بين الموضعين؟ـ ما تقول في الطامث أتقضي الصلاة؟ قال أبو يوسف: لا.ـ أتقضي الصوم؟ نعم. ولمَ؟ هكذا جاء هذا.فسكت أبو يوسف ولم يطق جواباً وبدا عليه الخجل والعجز فقال هارون:ـ ما أراك صنعت شيئاً.ـ رماني بحجر دامغ.340وتركهما الإمام (عليه السلام) وانصرف بعد أن خيّم عليهما الحزن والشقاء. ولا عجب فالإمام (عليه السلام) هو ابن الإمام جعفر الصادق الذي أسس الجامعة الإسلامية ووضع مناهجها العلمية الأصيلة، وهو سرّ أبيه (عليه السلام).