إطلاق سراح الإمام (عليه السلام) - باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) - نسخه متنی

حسین إبراهیم الحاج حسن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

إطلاق سراح الإمام (عليه السلام)

قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)515.

الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) مؤمن طاهر وعبد صالح دعا الله عزّ وجلّ لينقذه من هذه المحنة الظالمة التي أثقلت صدره فاستجاب سبحانه لدعائه وأخرج عنه الغمّ الذي أصابه في سجن الطاغية هارون.

فأطلق سراحه غلس الليل. ويعود السبب في ذلك إلى رؤيا رآها في منامه. حدّث عبد الله بن مالك الخزاعي516 قال:

أتاني رسول الرشيد في ما جاءني به قط، فانتزعني من موضعي، ومنعني من تغيير ثيابي، فراعني ذلك، فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم، فعرف الرشيد خبري، فأذن لي بالدخول، فوجدته جالساً على فراشه فسلّمت فسكت ساعة، فطار عقلي، وتضاعف جزعي، ثم قال لي:

ـ يا عبد الله، أتدري لما طلبتك في هذا الوقت؟

ـ لا، والله يا أمير المؤمنين. قال: إني رأيت الساعة في منامي كأن حبشياً قد أتاني، ومعه حربة فقال: إن لم تخلّ عن موسى بن جعفر الساعة، وإلا نحرتك بهذه الحربة، اذهب فخل عنه.517

ولم يطمئن عبد الله بأمر الرشيد بإطلاق سراح الإمام، فقال له: أطلق سراح موسى بن جعفر؟ قال له ذلك ثلاث مرات، فقال الرشيد: (نعم، امض الساعة حتى تطلق موسى بن جعفر، وأعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له: إن أحببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب، وإن أحببت المضي إلى المدينة فالأمر في ذلك إليك).

مضى عبد الله مسرعاً إلى السجن يقول: لما دخلت وثب الإمام (عليه السلام) قائماً، وظنّ أني قد أمرت فيه بمكروه، فقلت له:

(قد أمرني أمير المؤمنين بإطلاقك وأن أدفع إليك ثلاثين ألف درهم، وهو يقول لك: إن أحببت المقام قبلنا فلك ما تحب، وإن أحببت الانصراف فالأمر في ذلك مطلق لك، وأعطيته الثلاثين ألف درهم)518.

وقلت له: لقد رأيت من أمرك عجبا.

وأخذ الإمام (عليه السلام) يحدثه عن السبب في إطلاق سراحه قائلاً:

(بينما أنا نائم إذ أتاني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال لي: يا موسى، حبست مظلوماً قل هذه الكلمات فإنك لا تبيت هذه الليلة في الحبس، فقلت له بأبي أنت وأمي ما أقول فقال (صلّى الله عليه وآله): قل:

(يا سامع كل صوت، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحماً ومنشرها بعد الموت، أسألك بأسمائك الحسنى، وباسمك الأعظم الأكبر المخزون المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليماً ذا أناة لا يقوى على أناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً، ولا يحصى عدداً، فرج عني) فكان ما ترى.519

وفرج الله عن الإمام فخلى هارون بعد رؤياه سبيله، وقد مكث في سجن الفضل مدة طويلة من الزمن لم يعينها لنا التاريخ.

بعد إطلاق سراحه لم يذهب الإمام (عليه السلام) إلى يثرب بل بقي في بغداد لم ينزح عنها وكان يدخل على الرشيد في كل أسبوع مرة في يوم الخميس.520

كان الرشيد يحتفي به كثيراً إذا رآه، وقد دخل عليه يوماً، وقد استولى عليه الغضب من أجل رجل ارتكب جرماً فأمر أن يضرب ثلاثة حدود فنهاه الإمام (عليه السلام) عن ذلك وقال إنما تغضب لله، فلا تغضب له أكثر ممّا غضب لنفسه)521.

/ 169