العلم - باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

باب الحوائج الإمام موسی الکاظم (علیه السلام) - نسخه متنی

حسین إبراهیم الحاج حسن

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

العلم

يعتقد الشيعة بأن الإمام لابدّ أن يكون أعلم الناس في عصره وأفضلهم في مقدراته العلمية. وقد أوضح هذه الجهة توضيحاً دقيقاً سماحة المغفور له الشيخ محمد رضا المظفر فقال: (أما علمه، فهو يتلقى المعارف والأحكام الإلهية، وجميع المعلومات من طريق النبي (صلّى الله عليه وآله) أو الإمام (عليه السلام) قبله، وإذا استجد شيء لابدّ أن يعلمه من طريق الإلهام بالقوة القدسية التي أودعها الله تعالى فيه، فإنّ توجه إلى شيء وشاء أن يعلمه من طريق على وجهه الحقيقي لا يخطئ فيه، كل ذلك مستنداً إلى البراهين العقلية، ولا يستند إلى تلقينات المعلمين، وإن كان علمه قابلاً للزيادة والاشتداد، ولذا قال الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله): (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً).

وأضاف يقول بعد الاستدلال على ذلك: ويبدو واضحاً هذا الأمر في تاريخ الأئمة (عليهم السلام) كالنبي محمد (صلّى الله عليه وآله) فإنهم لم يتربوا على أحد، ولم يتعلّموا على يد معلم، من مبدأ طفولتهم إلى سن الرشد حتى القراءة والكتابة، ولم يثبت عن أحدهم أنه دخل الكتاتيب أو تتلمذ على يد أستاذ في شيء من الأشياء مع مالهم من منزله علمية لا تجارى. وما سئلوا عن شيء إلا أجابوا عليه في وقته، ولم تمر على ألسنتهم كلمة (لا أدري) ولا تأجيل الجواب إلى المراجعة أو التأمل أو نحو ذلك في حين أنك لا تجد شخصاً مترجماً له من فقهاء الإسلام ورواته وعلمائه إلا ذكرت في ترجمته وتربيته وتلمذته على غيره وخذ الرواية أو العلم على المعروفين وتوقفه في بعض المسائل أو شكه في كثير من المعلومات كعادة البشر في كل عصر ومصر)120.

أما الإمام كاشف الغطاء فقد عرض إلى صفات الإمام (عليه السلام) وقال فيما يختص في مواهبه العلمية:

(وأن يكون أفضل أهل زمانه في كل فضيلة، وأعلمهم بكل علم، لأن الغرض منه تكميل البشر وتزكية النفوس، وتهذيبها بالعلم والعمل الصالح (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)121.

والناقص لا يكون مكملاً، والفاقد لا يكون معطياً، فالإمام في الكمالات دون النبي وفوق البشر)122.

وكما ترى هذا هو الرأي الصريح للشيعة في علم الإمام، وليس فيه أي غلو أو هوى كما يتهمهم الخصوم.

وهنا يحضرني قول من وصف كلام الإمام علي (عليه السلام) أمير المؤمنين في نهج البلاغة فقال:

(كلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق).

وأفضل كلام يقال في هذا المجال كلمة الإمام الرضا (عليه السلام) فهي من أعمق الأدلة على الإمامة، واكثرها استيعاباً وشمولاً وبياناً لمنصبها فقال (عليه السلام):

هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟

إن الإمامة أجل قدراً، وأعظم شأناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيمون إماماً باختيارهم.

إن الإمامة خصّ الله بها إبراهيم الخليل (عليه السلام) بعد النبوة، والخلّة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها، وأشاد بها ذكره، فقال عزّ وجلّ: (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) فقال الخليل سروراً بها: (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي)؟ قال عزّ وجلّ: (لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) 123.

فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة، وصارت في الصفوة. ثم أكرمه الله تعالى وجعل ذريته أهل الصفوة والطهارة.

فقال عزّ وجلّ: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاً جَعَلْنَا صَالِحِينَ * وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ)124.

ولم تزل الإمامة في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً بعد قرن حتى ورثها النبي محمد (صلّى الله عليه وآله) قال عزّ وجلّ:

(إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)125.

فكانت الخلافة للنبي الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله) التي قلّدها علياً بأمر الله عزّ وجلّ فصارت له في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والإيمان بقوله عزّ وجلّ: (وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ)126.

فالامامة أصبحت في ولد علي خاصة إلى يوم القيامة إذ لا نبي بعد النبي محمد (صلّى الله عليه وآله)، فمن يختار هؤلاء الجهال؟

إن الإمامة هي منزلة الأنبياء، وإرث الأوصياء، وخلافة الله عزّ وجلّ وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين (عليهما السلام) حتى وصلت إلى الإمام زين العابدين، ومنه إلى الإمام الباقر، ومنه إلى الإمام الصادق، ومنه إلى الإمام الكاظم عليهم جميعاً أفضل الصلاة وأزكى السلام، وهكذا تتابعت في هذه الذرية الطاهرة إلى الإمام المهدي الثاني عشر عجّل الله فرجه الشريف.

وتعرض (عليه السلام) بعد هذا إلى علم الأنبياء والأئمة فقال:

(إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله، ويؤتيهم من مخزون علمه. وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم، ثم انظروا إلى قوله تعالى: (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ يَهِدِّي إِلاَ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)127. وقال عزّ وجلّ: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً)128 وقال عزّ وجلّ في الأئمة من أهل بيت نبيه (صلّى الله عليه وآله) وعترته وذريته (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً * فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً)129.

فالعبد الصالح الذي اختاره الله عزّ وجلّ لأمور عباده شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم الهاماً، فهو معصوم، مؤيد، موفق، مسدد، قد أمن الخطايا والزلل، والعثار؛ يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه.

(ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)130.

فهل يقدرون على مثل هذا فيختارون؟! أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدموه، تعدوا وبيت الله الحق، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون، وفي كتاب الله الهدى والشفاء فنبذوه واتبعوا أهواءهم فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم، فقال عزّ وجلّ: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)131. وقال عزّ وجلّ: (فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ)132. وقال عزّ وجلّ: (كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ)133.

انتهى بذلك حديث الإمام الرضا (عليه السلام)134 وهو حافل بأكمل وأروع صور الاستدلال والحجة الدامغة على ضرورة الإمامة، واستحالة الاختيار والانتخاب من قبل سائر الناس، ووجوب رجوع التعيين في ذلك إلى الله تعالى وحده فهو الذي يختار لهذا المنصب الرفيع من يشاء من عباده ممن تتوفر فيه صفات العلم الغزير والمعرفة الواسعة الشاملة لشؤون الحياة الفردية والجماعية. وممن يتحلى بطهارة النفس، وصفاء الذات، وعدم الانقياد والخضوع لدواعي الهوى، ونوازع الشرور والغرور. وبهذه الصفات الكاملة الشاملة يصلح الإمام لهداية الناس واصلاحهم، وارشادهم إلى طرق الخير والكمال، وغرس روح الثقة والفضيلة في نفوسهم ليكونوا كما أرادهم الله عزّ وجلّ وكما أرادهم نبي الله (صلّى الله عليه وآله): (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)135.

/ 169