التنكيل بالعلويين
مع المنصور
أصاب العلويون ألواناً من شتى المحن في العهدين الأموي والعباسي ومحنتهم في عهد المنصور كانت من أقسى المحن وأفجعها، فقد أذاقهم جميع أنواع العنف والجور والعذاب، فحاو عدة مرات إبادة شبابهم وشيوخهم، وكان ما حل بهم من التنكيل مع الحكام العباسيين وخاصة المنصور، أضعاف ما واجهوه أيام الحكم الأموي حتى قيل في ذلك:
يا ليت جور بني أمية دام لنا
وليت عدل بني العباس في النار
وليت عدل بني العباس في النار
وليت عدل بني العباس في النار
الدين مخترم، والحق مهتضم؛
يا للرجال! أما لله منتصف
بنو عليّ رعايا في ديارهم
للمتقين، من الدنيا، عواقبها
لا يطغينّ بني العباس ملكهم!
أتفخرون عليهم؟ لا أبالكم
وما توازن، يوماً بينكم شرف
ولا لكم مثلهم، في المجد، متصل
ولا لعرقكم من عرقهم شبه
قام النبي بها، يوم الغدير، لهم
حتى إذا أصبحت في غير موضعها
ثم ادعاها بنو العباس إرثهم
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن
لا بيعة ردعتكم عن دمائهم
هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب
هلا كففتم عن الديباج السنكم
ما نزهت لرسول الله مهجته
ما نال منهم بنو حرب، وإن عظمت
كم غدرة لكم في الدين واضحة!
أأنتم آله فيما ترون، وفي
هيهات لا قربت قربى ولا رحم
كانت مودة سلمان له رحم
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا
الركن والبيت والأستار منزلهم
صلى الإله عليهم، أينما ذكروا
لأنهم للورى كهف، ومعتصم
وفيء آل رسول الله مقتسم
من الطغاة؟ أما للدين منتقم؟!
والأمر تملكه النسوان والخدم!
وإن تعجل منها الظالم الأثم
بنو علي مواليهم وإن زعموا
حتى كأنّ رسول الله جدكم
ولا تساوت بكم، في موطن، قدم
ولا لجدكم مسعاة جدهم
ولا نفيلتكم من أمهم أمم
والله يشهد، والأملاك والأمم
لكنهم ستروا وجه الذي علموا
وما لهم قَدَم، فيها، ولا قِدَم
أبوهم العلم الهادي وأمهم
ولا يمين، ولا قربى، ولا ذمم
للصافحين ببدر عن أسيركم؟
وعن بنات رسول الله شتمكم؟
عن السياط! فهلا نزّه الحرم؟
تلك الجرائر، إلا دون نيلكم
وكم دم لرسول الله عندكم!
أظفاركم، من بنيه الطاهرين دم؟
يوماً، إذا أقصت الأخلاق والشيم!
ولم يكن بين نوح وابنه رحم!151
مأمونكم كالرضا إن أنصف الحكم
وزمزم، والصفا، والحجر والحرم
لأنهم للورى كهف، ومعتصم
لأنهم للورى كهف، ومعتصم