اتـسـع نطاق الاسلام في المدينة بين الانصار حتى ازداد عدد المسلمين كثيرافقرروا السفر الى الـحـج والالتقا برسول اللّه (ص ) سرا ودعوته للقدوم الى المدينة ,وقد ارسلوا ممثلين عنهم يبلغ عـددهم ( 72 ) شخصا , اي (70) رجلا وامراتين ,وبدؤوا عملهم سرا , بعد منتصف الليل وهم ينحدرون آحادا الى مكان معين فحضرالرسول الاكرم (ص ) وصحبه عمه العباس , فبايعوه على ان يبذلوا ارواحهم ((25)) دونه , وان يكونوا اوفيا له وللاسلام وواعدهم الرسول على الوفا ايضا , وقد اوردالتاريخ مقاطع مما قيل في ذلك اللقا حيث بدا العباس الكلام قائلا :. ((ان مـحـمـدا من ا حيث قد علمتم , في عز ومنعة وانه قد ابى الا الانقطاع اليكم فان كنتم ترون انـكم وافون له بما دعوتموه اليه ومانعوه ممن خالفه فانتم وما تحملتم من ذلك وان كنتم ترون انكم مـسلموه وخاذلوه بعد الخروج اليكم فمن الان فدعوه فانه في عزومنعة من قومه وبلده )) , فقالت الانصار :. تـكـلـم يـارسول اللّه وخذ لنفسك وربك ما احببت (( فتكلم وتلا القرآن ودعا الى اللّه ورغب في الاسلام ثم قال : ابايعكم على ان تمنعوني مما تمنعون منه نساكم وابناكم )) ,فاخذ ( البرا بن معرور ) بـيـده ثم قال : (( والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه ازرنافبايعنا يارسول اللّه فنحن واللّه اهل الحرب )). وقـال الاخر ويدعى ابو الهيثم بن تيهان : يارسول اللّه ان بيننا وبين الناس حبالا واناقاطعوها يعني اليهود فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ثم اظهرك اللّه ان ترجع الى قومك وتدعنا ؟ فتبسم رسول اللّه (ص ) وقال :. ((بل الدم الدم والهدم الهدم انتم مني وانا منكم اسالم من سالمتم واحارب من حاربتم )) ثم قال (ص ) : ((اخرجوا الي منكم اثني عشر نقيبا يكونون على قومهم بمافيهم )) فاخرجوهم تسعة من الخزرج وثلاثة من الاوس وهنا قال العباس بن عبادة صاحب الفكر العميق والنظرة الثاقبة : يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذاالرجل تبايعونه على حرب الاحمر والاسود من الناس فان كنتم ترون انكم اذا نهكت اموالكم مصيبة واشرافكم قتل اسلمتموه فمن الان , فهو واللّه خزي الدنيا والاخرة ان فعلتم , وان كنتم ترون انكم وافون له بما دعوتموه اليه على نهكة الاموال وقتل الاشراف فخذوه فـهـو واللّه خير الدنيا والاخرة , قالوا : فانا ناخذه على مصيبة الاموال وقتل الاشراف فمالنا بذلك يارسول اللّه ان نحن وفينا ؟ قال : الجنة , قالوا : ابسط يدك فبسطيده فبايعوه )) ((26)) . ان هـذا الـنـصر الكبير ادى الى ازدياد حقد وعدا اهل مكة للمسلمين فازدادواظلما وتعذيبا لهم , فامرهم الرسول (ص ) بالهجرة ((27)) الى المدينة .