القرآن وجاذبيته العامة - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القرآن وجاذبيته العامة

1. نقرا في الاية الثانية من سورة الرعد قوله تعالى : ( اللّه الذي رفع السمــوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر ).

مـما يستحق الاهتمام في هذه الاية , ان القرآن لا يقول : ان السما ليس لهاعمد , وان ما يقول : ليس لها عمد قابل للرؤية والمشاهدة يستفاد جيدا من هذاالتعبير ان الاعمدة المرئية لا وجود لها , وانما الاعمدة اللامرئية هي التي ارست دعائم السما ((186)) .

نقرا في حديث عن الامام علي بن موسى الرضا (ع ) : بان احد اصحابه واسمه (( حسين بن خالد )) يسال عن معنى قوله تعالى : ( والسما ذات الحبك ) ((187)) .

فقال الامام (ع ) : سبحان اللّه , اليس اللّه يقول : ((بغير عمد ترونها)) ؟ قلت : بلى ,فقال : ثم عمد ولكن لا ترونها ((188)) .

فـهـل يـوجـد تـوجيه وتفسير لهذا , الحديث سوى العمد الذي نطلق عليه في عصرنا هذا اسم (( التوازن بين القوة الجاذبية والدافعة )).

وتـوضـيـح ذلـك , يـكمن في ان النظرية الوحيدة التي غزت افكار علما ذلك العصر ـ زمان نزول الـقـرآن الـكـريـم ـ ومـن ثم القرون السابقة واللاحقة , هي نظرية (( الهياة )) لبطليموس التي سـيـطـرت بقوة تامة على المحافل العلمية الدولية ووفقالذلك صورت السماوات على شكل كرات مـتـداخـلـة نـظير طبقات البصل المتلاصقة وكانت الارض في مركزها , ومن الطبيعي ان تستند السماوات كل منها الى الاخرى .

الا انـه ثبت بطلان هذه العقيدة بالادلة القطعية بعد مرور زها الالف سنة من نزول القرآن , وذهبت تـمـامـا نـظرية الافلاك ـ قشور البصل ـ الى غير رجعة , واصبح من المسل مات ان كلا من هذه الـكرات السماوية معلقة وثابتة في مدارها وموضعها ,وان المجاميع والمنظومات متحركة , والشي الوحيد الذي يحافظ على ثباتهاواستقرارها هو نفس هذا التعادل بين القوة الجاذبة والدافعة .

ان الـذي يتسبب في التحرك السريع لكل الكرات السماوية ومن ثم اجتماعهافي مركز واحد , هو القوة الجاذبة ـ التي تقول ان الجاذبية بين كل جسمين تتناسب طرديا مع وزنيهما , وعكسيا مع الجذر الـتربيعي للمسافة بينهما ـ بيد ان الحركة الدورية الموجودة في الكواكب السيارة او المنظومات ـ ولا يـخفى ان الميزة الدورية هي نفس القوة الطاردة المركزية هي التي تؤدي الى الابتعاد السريع لـهـذه الـكـرات والـمـنـظومات عن بعضها (على شاكلة الهروب من دائرة النار في حالة دورانها وذلـك عـنـدمـا يـنقطع سلكها ويتطاير الشرر من قطع النار المتقاذفة ) , اما لو كانت القوة الجاذبية متوازية مع القوة الدافعة بالدقة بدون ادنى نقيصة او زيادة , فسيظهر في هذه الحالة العمد اللامرئي القوي حتى يثبتها في موضعها الخاص كما ان الكرة الارضية تتحرك في دورانها حول الشمس بمدار مـعـيـن ملايين السنين بدون ان تجذب اليهاولا ان تبتعد عنها , وهذه من دلائل عظمة اللّه واعجاز القرآن .

ومـن الـظـريـف ان المفسرين القدامى وقفوا على هذه النكتة اجمالا بيد انهم لم يعبروا عنها سوى بـالقول بمسالة القدرة الالهية , بحيث يقول (( ابن عباس )) وفقا لنقل الطبرسي في (( مجمع البيان )) والالوسي في (( روح المعاني )) : ان معنى الاية هو ان السما تكون بدون عمد قابل للمشاهدة , وعليه يكون عمدها هو القدرة الالهية الهائلة ((189)) .

/ 120