القرآن يتحدث عن الاثار المهمة للغلاف الجوي للارض - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القرآن يتحدث عن الاثار المهمة للغلاف الجوي للارض

نـقـرا فـي الاية (32) من سورة الانبيا قوله تعالى : (وجعلنا الس ما سقفامحفوظا وهم عن آياتها معرضون ).

لـقـد ابـدى المفسرون القدما وجهات نظر مختلفة في صدد بيان حقيقة السقف السماوي المحفوظ , فـتـارة يـذهبون الى : انه محفوظ من نفوذ الشياطين , وتارة يقولون : انه محفوظ من السقوط على الارض , وتارة ثالثة : انه محفوظ من الانهدام بالرغم من تقادم الزمن ((214)) .

ان السر ورا هذه التفاسير المبهمة هو عدم اطلاع البشر على السما اطلاعادقيقا في ذلك العصر.

وعندما وجد علم الهيئة الجديد اثبت ان الكواكب باجمعها تسبح في الفضااللامتناهي , وانه لا يوجد سـقـف اساسا اصبح مفهوم هذه الاية اكثر تعقيدا بالنسبة لبعض المفسرين , حتى لجـا الى القول : ان معناها هو ان السما كالسقف المحفوظالذي يحول دون حدوث اي اختلال في نظام الوجود.

وعـلـى هـذا الاساس صار المتبادر من معنى السقف هو المعنى المجازي والذي جا بصورة التشبيه والكناية .

الا ان الـعلم البشري لم يزل يواصل تقدمه نحو الامام , واصبح مفهوم هذه الاية اكثر وضوحا نظرا الى ما حصل عليه العلما من معلومات جديدة عن طبقات الغلاف الجوي , فثبت انه يوجد سقف محفوظ بمعناه الحقيقي .

تـوضـيـح ذلـك : انـه تـوجد طبقة عظيمة للهوا تحيط بالارض من كل اطرافهاتسمى ((الغلاف الجوي )) يصل سمكها مئات الكيلو مترات ونظرا لضخامة هذه الطبقة الشفافة ظاهرا والمتكونة من الـهـوا , بـعـض الغازات الاخرى , نجدها على جانب كبيرمن القوة والمقاومة يقدرها بعض العلما بمقاومة سقف فولاذي سمكه عشرة امتار , تصان به الكرة الارضية من الوان المخاطر.

فـمن جهة يقف سدا منيعا امام هطول القذائف المستمرة ـ ليلا ونهاراـ للاحجار(الشهب ) المنجذبة نحو الارض بسرعة هائلة وتشكل خطرا كبيرا فيما لو اصطدمت باحدى الاماكن .

وتـتـضح اهمية هذه المسالة اكثر من خلال النظر الى ماقاله العلما : ان ملايين من هذه الشهب تتجه نحو الارض في كل يوم وليلة , وعندما تجابه هذه الاحجارالسريعة بمقاومة الغلاف الجوي تعتريها الـحـرارة فـتـحترق وتشتعل متحولة الى رماد ,يحط على الارض رويدا رويدا احيانا يكون هذه الاحـجـار كـبـيـرة جدا فتجتاز الغلاف الجوي (بعد ان يحترق جز منها) فتصيب نقطة من الكرة الارضية , وتحدث اضرارامخيفة , سجلت نماذج لها في التاريخ , ولعله انذار موجه الى الغافلين بان اللّه تعالى لو لم يخلق هذا السقف المحفوظ , لتعرضتكم باجمعكم الى هذا القصف الخطير ,ولما كان للهدؤ والاستقرار معنى في حياتكم .

ومـن جـهة اخرى نعلم ان الشمس تنبعث منها اشعة تدعى بالاشعة فوق البنفسجية (تلك الاشعة هي نفسها التي تقع فوق اللون البنفسجي عندما يتحلل ضؤالشمس ولا تشاهد بالعين المجردة ) والمقدار الـقليل منها مفيد ونافع جدا , فضلا عن انه لا يلحق الضرر باحد , وبالاخص ان له دورا كبيرا في قـتـل الـميكروبات , الا اذاازداد وكثر فانه يحرق البدن بدون ان يشعر الانسان بالحرارة , (ان السبب وراالحروق التي تصيب جلد الراس والوجه والبدن في المناطق القريبة من خط الاستوافي فـصل الصيف هو ان الشمس تسطع بصورة عمودية وتجتاز طبقة قليلة من الهوا ,فلا تحظى بقدر كاف من التصفية ) لو لم يوجد هذا (السقف المحفوظ) وهو ((الغلاف الجوي )) لم يستطع اي انسان ان يقاوم الشمس ولو لحظة واحدة .

مـن جـهة ثالثة ان الاشعاعات المميتة المسماة بـ (الاشعة الكونية ) تتجه بسرعة نحو الارض مما ورا الـمـنظومة الشمسية فيقف جزا من الغلاف الجوي ويسمى بـ ((طبقة الاوزون )) ((215)) مانعا من نفوذ هذه الاشعة القاتلة وتقاومها كالسقف المحفوظ.

اخـيـرا بـرزت مـخـاوف كثيرة للعلما على اثر الثقب الذي حدث في طبقة الاوزون بسبب تصاعد الـغـازات الـضـارة مـن بعض اجزا السيارات في الهوا والحاقهاالضرر بتلك الطبقة هذه المخاوف ظهرت بصورة جدية بحيث اخذ رجال الدول والعلما يفكرون في وضع مقررات دولية تمنع حدوث هذه الاضرار.

هـذا مـا تـوصـلـنـا اليه حاليا من التعرف على الاثار العجيبة لهذا (السقف المحفوظ) , اي الطبقات العظيمة للهوا ومن الممكن الكشف عن حقائق اهم واكثرفي هذا المضمار مستقبلا.

وقـد يـخـطـر الـى الذهن هذا السؤال وهو هل يمكن اطلاق اسم ((الغلاف الجوي ))على السما فتصدق عليه ؟ وهل السما الا الكواكب السماوية والمنظومات والمجرات ؟.

في الجواب على هذا السؤال نقول : ان القرآن الكريم هو الذي اطلق مرارا هذه الكلمة على الغلاف الـجـوي ومن جملة ذلك ما نقراه في الاية (22) من سورة البقرة قوله تعالى : (وانزل من الس ما ما فاخرج به من الثـمرات رزقا لكم ) ((216)) ,.

ويتجلى بوضوح نموذج آخر لهذا المعنى في الاية (79) من سورة النحل حيث يقول عز من قائل : (الم يروا الى الطير مسخ رات في جو السما).

/ 120