القرآن وعلاقة الرعد والبرق والمطر - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القرآن وعلاقة الرعد والبرق والمطر


ورد الحديث عن الرعد والبرق في القرآن الكريم مرارا ثم وردت الاشارة الى تساقط الامطار بعد ذلك مباشرة .


نقرا قوله تعالى في الاية (24) من سورة الروم : (ومن آياته يريكم البرق خوفاوطمعا وينزل من السما ما فيحيي به الارض بعد موتها ان في ذلك لايات لقوم يعقلون ).


ونـقـرا في الاية (12) من سورة الرعد : (هو ال ذي يريكم البرق خوفا وطمعاوينشي الس حاب الثقال ).


وفي الماضي لم يكن احد يعرف بدقة منشا (الرعد) و (البرق ) , ولذا كان كل شخص يختلق لنفسه فـرضـيـة معينة , ويضفي عليها احيانا طابع الاساطيروالخرافات , اما اليوم فقد اضحى مسلما ان حـدوث الـرعـد والبرق يرتبط بالتفريغ الكهربائي بين سحابتين لهما شحنتان كهربائيتان مختلفتان (احدهما موجبة والاخرى سالبة ).


وفي الواقع مثلما يتصل سلكان كهربائيان احدهما بالاخر فتحدث شرارة كهربائية تصحبها الصوت والـحـرارة مـعـا , كـذلـك يحدث هذا الامر بين السحب (فالبرق ) هو الشرارة الكهربائية الهائلة و(الرعد) هو صوت تلك الشرارة .


وقد يحدث هذا التفريغ الكهربائي بين قطع السحاب التي لها شحنات كهربائية موجبة وبين الارض ولـهـا شـحنة كهربائية سالبة عادة فتقذف شرارة نارية الى سطحهايطلقون عليها اسم (الصاعقة ) والتي تسبب الحرائق الكبيرة في الصحاري والغابات وحتى في المباني والعمارات في بعض الاحيان .


ويـمـكـنها ان تحول قطيعا كبيرا من الغنم الى رماد في لحظة واحدة واذا ما ضربت جبلا ما فسوف يـتـلاشـى وينهار , او اذا اصابت سطح البحر قضت على كل ذي روح يعيش في ذلك الموضع منه , ويـعـزى ذلـك كـله الى ان الحرارة الناجمة من تلك الشرارة النارية هائلة جدا , (تصل الى حدود خـمسة عشر الف سانتيكراد , اي ضعف حرارة سطح الشمس تقريبا) , فتحيل كل الاشيا الى دخان ورماد.


واذا ما كان البرق والرعد من المظاهر المرعبة لعالم الطبيعة الا انهما بالرغم من ذلك يشتملان على فوائد ومعطيات كثيرة ايضا.


فـمـن احـدى اثارهما المهمة هي نزول الامطار الغزيرة , وذلك لان الحرارة المتولدة من البرق , تـسخن مقادير كثيرة من الهوا المحيط بها , فيقل ضغطه , ومن المعلوم ان السحب ستفرغ ما فيها من امطار على اثر قلة الضغط ولهذا السبب ستظهر امطار غزيزة بعد حصول الرعد والبرق .


ومما يجدر ذكره : عندما تقترب السحب المتراكمة من الارض لتظللها ويصبح الجو مظلما , ويسمع صـوت الـرعـد الـمخيف وتتراى انوار البرق , في الوقت ذاته تؤثر العواصف العاتية على السحب فتجعلها محملة لقطرات كبيرة غزيرة وتؤدي الى تزايد وزنها ((225)) , وهذا هو عين ما قراناه فـي الايـات الـسـابقة التي تحدثت عن السحب الثقيلة بعد ان اشارت الى مسالة البرق , اضافة الى ان الحرارة الشديدة للبرق تؤدي الى ان تتركب قطرات المطر من مقادير اكثر من الاوكسجين , فينتج ). ب 2 ت من ذلك مامؤكسد ويسمونه بالما الثقيل ايضا (2 ولهذا الما الثقيل تاثير كبير في القضا على كثير من الميكروبات والافات النباتية , ولذا ذهب العلما الى القول بتكاثر الافات النباتية في السنة التي يقل فيهاالرعد والبرق (وهذا تفسير آخر في صدد السحب الثقيلة ).


واضـافة الى ذلك فان قطرات المطر الممتزجة بكاربون الجو وبواسطة الحرارة الشديدة للبرق , تـنـتـج حـامض الكربونيك الذي ينتشر على الارض ويتفاعل مع مواداخرى لينتج مركبات تعد من افـضـل الاسـمدة لنمو الاعشاب , حتى ذهب العلما الى القول : ان مقدار الاسمدة الناشئة من الرعد والبرق في الكرة الارضية تصل الى حدود العشرة ملايين طن في جميع انحا الكرة الارضية , وهو رقم كبير جدا.


وتـتوضح عظمة القرآن العلمية بالمقارنة بين هذه الاكتشافات والايات الانفة الذكر , خصوصا اذا اخذ بنظر الاعتبار عدم وجود ادنى اثر لهذه العلوم في ذلك العصر وفي بيئة الجزيرة العربية .



/ 120