حضور المراة العاصية في مجلس السيد المسيح (ع ) - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حضور المراة العاصية في مجلس السيد المسيح (ع )

لـم تـظـهر في الايات المختلفة للقران التي وردت في حق السيد المسيح حتى الحد الادنى من ترك الاولـى , وقـد وصـفت الايات التي وردت في شان امه مريم قداستها في اجلى صورها , بحيث انها ذعـرت بشدة والتجات الى اللّه حينما شاهدت ملك الوحي الذي جاها من قبل اللّه ليهبها ولدا , (لانه ظـهـرامـامها على هيئة شاب جميل مجهول ) حتى انها لما قاست من الام وضع الحمل , وجسدت في مخيلتها مستقبل حياتها , بان من الممكن ان ينسب لهاالاعدا والبسطا النسب القبيحة ,قالت : ( ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيامنسيا) ((يم ـ 23)) .

غير ان نبيا بهذه القداسة بحيث ينطلق لسانه بامر من اللّه في المهد ,ويبرهن عمليا على طهارة امه , ويـتـحدث عن الصلاة والزكاة , وكل مظهر من مظاهر التقوى من تلك اللحظة , مثل هذا النبي يرد وصفه في بعض الاناجيل باوصاف تبعث كل قارئ على الدهشة والاستغراب .

والان لـنـسـتمع وننظر الى مابينه ((انجيل لوقا)) عن حكاية المراة السيئة الصيت التي جات الى المسيح (ع ) وتابت : (ودعا احد الفريسيين (احدى فرق اليهود , والفريس بمعنى العزلة ) الى الطعام عنده فدخل بيت الفريسي وجلس الى المائدة وكان في المدينة امراة خاطئة فعلمت ان يسوع ياكل في بـيت الفريسي وجات ومعها قارورة طيب , ووقفت من خلف عند قدميه وهي تبكي واخذت تبل قدميه بدموعها وتمسحهما بشعرها , وتقبلهما وتدهنهما بالطيب فلما راى الفريسي صاحب الدعوة ماجرى , قـال فـي نـفـسـه : (( لـو كـان هذا الرجل نبيا لعرف من هي هذه المراة التي تلمسه وماحالها فهي خـاطئة يسوع : ((كان لمدين دين على رجلين : خمسمئة دينار على احدهما وخمسون على الاخر وعجز الرجلان عن ايفائه دينه , فاعفاهما منه فايهما يكون اكثر حبا له ؟)).

فاجابه شمعون :((اظن الذي اعفاه من الاكثر)) فقال له يسوع : ((اصبت )) والتفت الى المراة وقال لشمعون ((263)) : ((اترى هذه المراة ؟ انا دخلت بيتك فما سكبت على قدمي ما واما هي فغسلتهما بـدموعها ومسحتهما بشعرها انت ماقبلتني قبلة واماهي فما توقفت منذ دخولي عن تقبيل قدمي , انت مـادهنت راسي بزيت , واما هي فبالطيب دهنت قدمي , لذلك اقول : غفرت لها خطاياها الكثيرة لانها احـبـتـنـي كـثـيـراوامـا الـذي يـغـفر له القليل فهو يحب قليلا)) ثم قال للمراة : ((مغفورة لك خطاياك ((264)) .

مـلـخـص هذه الحكاية تقع في ان السيد المسيح ينزل في بيت لاحدالفريسيين وهم كانوا طائفة من الـيـهـود , ولايـبـدي لـه صـاحـب الـبـيـت احـتـرامـا بـالـغـا ,وما ان اط لعت المراة العاهرة والـمـنـحرفة ((265)) التي تسكن ذلك البلد على حضوره حتى توجهت الى بيت اليهودي وكانت الـعـادة الـجارية في ذلك العصرعلى غسل رجل الضيف اكراما له , وطلي شعره بالدهن احيانا لان الـنـاس كـانـوايمشون حفاة غالبا , ونظرا لعدم امتلاكهم وسيلة للتغطية والحفظ في الاسفاركانت شعور وقشور ابدانهم تصاب بالجفاف على اثر هبوب الرياح .

ووفقا لهذه الحكاية المفتعلة قامت المراة العاهرة بغسل رجلا المسيح (ع )عوضا عن الما , وجففته بـشـعرها الطويل عوضا عن المنشفة , وقبلته بشفتيهابحرارة , بحيث ادى هذا المشهد المثير الى اسـتـيـا الرجل اليهودي صاحب البيت وقلقه , وقال في نفسه ان كان هذا نبيا وواقفا على سيرة هذه الـمـراة لردع عن هذا العمل على الاقل , المسيح بفراسته علم بذلك , واقنعه بذلك من خلال المثال الـذي ضربه في صدد الشخصين المديونين واعرب له : انني كنت ضيفك الا انك لم تقم بما قامت به الـمراة المنحرفة من حسن الضيافة , فانت لم تغسل رجلي بالما وهي غسلته بدموع عينيها وانت لم تقبلني وهي قبلت رجلي بلا انقطاع , ولم تدلك راسي بالدهن وهي دلكت رجلي بالعطر.

والان لنبدا قليلا بتحليل هذه القصة , لنرى هل من المناسب لهذا النبي العظيم وحتى لمؤمن عادي ان يضع نفسه تحت تصرف امراة عاهرة كي تعامله بمثل هذه المعاملة .

اولا : ان السيد المسيح (ع ) كان شابا يناهز عمره الثلاثين عاما في ذلك العصر , ولابد ان تكون تلك الـمـراة الـعـاهـرة شابة وجميلة ايضا , ولا يعقل ان تكون قبيحة المنظر منهوكة القوى في الاعم الاغـلب فكيف يتاتى لنبي عظيم بعث لتهذيب الاخلاق ونشر مظاهر التقوى ان يسمح لامراة فاجرة بـان تـمـسـح بـرجليه مرات متعددة ثم تغسله بدموع عينيها وتجففه بشعرها الناعم وتدهنه بيديها الظريفتين وتطبع عليه قبلات حارة فهل يعقل هذا ؟.

وعـلـى فرض انها ارادت التوبة من ورا ذلك فان للتوبة حدودا وقيوداايضا , وهل سبق لاحد الى يـومنا هذا ان يتعامل مع احد الروحانيين او الرهبان العادين بمثل هذه المعاملة , حتى تصل الى نبي من انبيا اللّه ؟.

وعـلـى كـل حال فالاثار الخرافية لهذه الرواية ظاهرة من بين ثناياها بصورة كاملة , فضلا عن ان ماذكره السيد المسيح (ع ) من المثال لايعتبر جوابا على استفسار اليهودي على الاطلاق .

فـاشـكـال اليهودي لم يقع على عظم محبة هذه المراة حتى ياتي الجواب على ان عظم محبتها وشدة تـعلقها ناتج عن كثرة ذنوبها , وانما وقع للاستفسارعن السبب في سماح نبي من انبيا اللّه بان تمسح امـراة عاهرة وسيئة السمعة برجليه الى هذه الدرجة ثم تغسلهما بدموع عينيها , وتجففهما بشعرها ,وتدلكه بالعطر والدهن , فمما لا شك فيه ان كثرة الذنوب وقلتها لا صلة له بهذاالعمل من قريب او بعيد.

وعليه فما جا في تواريخ القرآن من وقائع وحوادث عن السيدالمسيح (ع ) تنزهه وتبر ساحته من مثل هذه النسب .

/ 120