المسيح (ع ) ودعوى الالوهية - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المسيح (ع ) ودعوى الالوهية



9. الـقـرآن يـبري ساحة السيد المسيح (ع ) من اي لون من الوان الادعاالمزيف على صعيد الالوهية , ويـقـول بصراحة : ( واذ قال اللّه ياعيسى بن مريم انت قلت للناس اتخذوني وامي من دون اللّه # قال سـبـحـانـك مـايـكون لي ان اقول ماليس لي بحق ان كنت قلته فقد علمته تعلم مافي نفسي ولا اعلم مافي نفسك انك انت علام الغيوب , ماقلت لهم الا ماامرتني به ان اعبدوا اللّه ربي وربكم وكنت عليهم شـهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شي شهيد )((المائدة 116 ـ 117)).


والان لننظر الى ماتقوله الاناجيل في صدد المسيح (ع ).


نقرا في انجيل يوحنا هذا المعنى :.


(وجـا عيد التجديد في اورشليم , وذلك في الشتا وكان يسوع يتمشى في الهيكل في رواق سليمان فتجمع اليهود حوله وقالوا له : ((الى متى تبقينا حائرين ؟قل لنا بصراحة : هل انت مسيح ؟.


فـاجـابهم يسوع : ((قلت لكم , ولكنكم لاتصدقون , الاعمال التي اعملها باسم ابي تشهد لي , وكيف تـصدقون وماانتم من خرافي , خرافي تسمع صوتي وانااعرفها وهي تتبعني اعطيها الحياة الابدية فـلا تهلك ابدا ولايخطفها احد مني الاب الذي وهبها لي هو اعظم من كل موجود , وما من احد يقدر ان يخطف من يد الاب شيئا , انا والاب واحد)).


وجا اليهود بحجارة ليرجموه فقال لهم يسوع : ((اريتكم كثيرا من الاعمال الصالحة من عند الاب , فلاي عمل منها ترجموني .


اجابه اليهود : لانرجمك لاي عمل صالح عملت بل لتجديفك فما انت الاانسان , لكنك جعلت نفسك الها .


فقال لهم يسوع : ((اما جا في شريعتكم ان اللّه قال : انتم الهة ؟ ماذا كان الذين تكلموا بوحي من اللّه يـدعـوهـم اللّه الهة , على حد قول الشريعة التي لا ينفضهااحد , فكيف تقولون لي , انا الذي قدسه الاب وارسـلـه الـى الـعـالـم : انت تجدف لابي قلت : انا ابن اللّه ؟ اذا كنت لا اعمل اعمال ابي فلا تصدقوني واذا كنت اعملهافصدقوا هذه الاعمال ان كنتم لاتصدقوني حتى تعرفوا وتؤمنوا ان الاب في وانا في الاب ) ((262)) .


يتضح من خلال هذه العبارات عدة نكات :.

1 ـ اتهم اليهود عيسى من ذي قبل على انه ادعى الالوهية واصدروا حكمابتكفيره ورميه بالحصى .


2 ـ يـقـول المسيح تارة في صدد الدفاع عن نفسه : انا الذي قلت اني ابن اللّه , وان ابي اللّه , وتارة اخـرى يـقـول : انـا اقـوم باعمال الهية , ولو لم انجز ذلك فلا تصدقوا كلامي , ولو انجزت ذلك فصدقوا اني حال في اللّه واللّه حال في نفسي .


ان التعبير بالاب والابن والقيام باعمال الهية , والقول بحلول الانسان في اللّه واللّه في الانسان , كلها تـعبيرات الحادية , لاتلتئم مع كافة الموازين المنطقية , ولا دليل على ان يدلي احد الانبيا بمثل هذه الـعـبـارات في حق نفسه وحق اللّه تعالى , ولو بصورة مجازية , لان ذلك يؤدي الى وقوع البسطا فـي دوامة الاشتباه والالتباس , ويساهم في ان يجد الاعدا الذريعة المناسبة لان يرموه بالحصى متى ماشاؤا.


هذا في الوقت الذي يقول القرآن في الايات التي تلوناها سابقا بصراحة تامة ان المسيح (ع ) لم يصدر مـن قـبله اي ادعا سوى العبودية للّه ودعوى النبوة والرسالة وكان في غاية الخضوع والتذلل في مجال العبودية والتسليم لامر اللّه تعالى .


وفـي ايـات اخـرى يقول ايضا : ان كل ما انجزه من معاجز كان جميعه باذن اللّه , فقرا في (سورة الـمـائدة الاية 110) قوله تعالى : ( واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذني فتنفخ فيها فتكون طيرا باذني وتبري الاكمه والابرص باذني واذتخرج الموتى باذني ).


ان الـمـقـارنـة بين هذا النوع من المسائل التاريخية في القرآن وبين ماورد منهافي الانجيل ليضع الـحـدود الفاصلة بينهما ويبين ايهما هو الصادر من قبل اللّه حقا , وايهما هو المحرف والمختلق من الذهن البشري .



/ 120