الهجرة الى الحبشة - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الهجرة الى الحبشة

ازداد ضغط المشركين وتعذيبهم , ففكر رسول اللّه (ص ) بانقاذ ضعفاالمسلمين وتخليصهم من اذى الـمـشـركين فدعاهم للهجرة الى الحبشة , وبالفعل هاجر اليها عدة منهم في السنة الخامسة للبعثة النبوية بعد سنتين من اعلان الدعوة الاسلامية وفي شهر رجب ((11)) .

وبـهذه الهجرة اخذ الاسلام يتحرك وينتشر بصورة جديدة لذلك قررت قريش اعادة المسلمين من الحبشة واخضاعهم لها , فارسلوا هدايا ثمينة للنجاشي ملك الحبشة طالبين منه تسليم المسلمين اليهم وبـالـرغم من اعطا هدايا اخرى لبطانة النجاشي للتعاطف معهم ولكن النجاشي قال لهم : ان هؤلا قد لـجـؤوا الينا ولا يمكن تسليمهم مالم نسمع حديثهم , واحضر النجاشي المسلمين واخذ يسالهم عن سبب لجوئهم اليه .

وانـتـخبوا جعفر بن ابي طالب ناطقا عنهم للجواب على استفسارات النجاشي الذي طلب منه ان يتلو عـلـيـه آيات من سورة مريم كانت تتضمن نظر رسول الاسلام (ص ) في المسيح وامه مريم (ع ) بعدها اعلن النجاشي ابقا المسلمين عنده , وارجع مبعوثين قريش .

ثـم سال النجاشي : ((اي دين تدينون )) ؟ فقال جعفر : ((اى ها الملك كنا اهل جاهلية نعبد الاصنام ونـاكـل الميتة وناتي الفواحش ونقطع الارحام ونسي الجوار , وياكل القوي من ا الضعيف حتى بعث اللّه الـيـنـا رسولا من ا نعرف نسبه , وصدقه وامانته وعفافه فدعانالتوحيد اللّه وان لا نشرك به شـيئا ونخلع ما كنا نعبد من الاصنام وامرنا بصدق الحديث وادا الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار والـكـف عـن الـمـحارم والدما ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكل مال اليتيم , وامرنا بالصلاة والـصـيـام فـمـن ا به وصد قناه وحرمنا ما حرم علينا وحللنا ما احل لنا فتعدى علينا قومنا فعذبونا وفـتـنونا عن ديننا ليردونا الى عبادة الاوثان فلما قهرونا وظلمونا وحالوا بيننا وبين ديننا خرجنا الـى بـلادك واخـترناك على من سواك ورجونا ان لا نظلم عندك ايها الملك )) فقال : النجاشي بعد ان سـمع آيات من القرآن حول مريم والمسيح (ع ) : (( اذهبوا فانتم آمنون ما آحب ان لي جبلا من ذهب وانني آذيت رجلا منكم )) ((12)) .

ورجع سفرا قريش خائبين منكسين رؤوسهم .

وقـد اقترن بتلك الايام اسلام رجل قوي من بني هاشم وهو الحمزة بن عبدالمطلب ((13)) فزاد الـمسلمون قوة مع قوتهم وصمموا على تلاوة القرآن بشكل جماعي وسط الملا من قريش , واول من قام بهذا العمل هو ابن مسعود متعرضا الى الضرب والشتم .

ويـذكر التاريخ : (( فغدا عليهم في الضحى حتى اتى المقام وقريش في انديتها ثم رفع صوته وقرا سـورة ((الـرحمن )) فلما علمت قريش انه يقرا القرآن قاموا اليه يضربونه وهويقرا ثم انصرف الـى اصـحـابه وقد اث روا في وجهه فقالوا : هذا الذي خشينا عليك , فقال :ما كان اعدا اللّه اهون على منهم اليوم ولئن شئتم لاغادينهم , قالوا : حسبك )) ((14)) .

ومن هنا نفهم ان المسلمين كانوا يؤدون عباداتهم الى جانب الكعبة حيث كان عددهم يزيد على ستين شخصا وكانوا يتزاورون في بيوتهم لتعلم القرآن .

/ 120