ان الـسنة الاخيرة من حياة الاكرم (ص ) هي السنة التي كانت فيها (حجة الوداع )ونزلت بها آخر سورة من سور القرآن يعني سورة المائدة , ومع نزول آخر رسالة للوحي على الرسول (ص ) امر اللّه سبحانه وتعالى نبيه الكريم (ص ) ان يعين اميرالمؤمنين عليا (ع ) وصيا له وخليفة من بعده كما جا في الاية (67 من سورة المائدة ) : (ياايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته واللّه يعصمك من الن اس ان اللّه لايهدي القوم الكافرين ). وفي ( غدير خم ) ذلك المعبر الكبير الذي كان مفترق طرق للمجاميع التي جات مع الرسول الاكرم (ص ) في ( حجة الوداع ) وامام الجمع الكبير ادى الرسول الاكرم (ص ) حق الرسالة باظهار هذا الامر ((110)) . وحـلـت الحادثة الكبيرة المؤلمة وهي رحيل الرسول الاكرم (ص ) من الدنيا في وقت كان الاسلام ثـابـت الاركـان مـن جـميع النواحي وله ارضية مهياة للانتشار في جميع انحا العالم ولذا فقد كانت توقعات الاعدا هي ذهاب الاسلام مع رحلة الرسول (ص ) ولكن خابت ظنونهم وذهبت ادراج الرياح (وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد افان مت فهم الخالدون ) ((111)) . وقوله تعالى : (انك مى ت وان هم مى تون ) ((112)) و ( كل نفس ذائقة الموت ) ((113)) . ان هذا القانون طعام لعالم الخلقة (وخسر هنالك المبطلون ). وبـدلـيـل الايـة : (يـريـدون ان يـطـفـؤا نور اللّه بافواههم ويابى اللّه الا ان يتم نوره ولوكره الكافرون ) ((114)) . ان هـذا النور الالهي يتالق يوما بعد يوم , وهو الان ينير افقا واسعا من آفاق البشرية , وفي كل سنة تتنور آفاق اخرى بنور الاسلام ليزيح الظلام والظلم عن العالم اجمع . كـان هـذا شرحا مختصرا عن المراحل المختلفة لعمر الرسول (ص ) في القرآن المجيد , وشرح كل مرحلة منها يحتاج الى كتاب خاص ومفصل .