5. نقرا في الاية (47) من سورة الذاريات : ( والسما بنيناها بايد وان ا لموسعون ). (( ايـد )) ( عـلى وزن صيد ) معناه القدرة والقوة , كما جا هذا المعنى في آيات اخرى من القرآن ايضا , وذكر بعض المفسرين اضافة الى ماقلناه معنى ( النعمة )ل (( ايد )) ايضا , في حين ان (( يد )) تـاتـي بـمعنى (( النعمة )) في بعض الاحيان والتي يكون جمعها (( ايدي )) وجمع جمعها (( ايادي )). وعـلـى كـل حـال , تدل جملة (( ان ا لموسعون )) بوضوح على ان اللّه تعالى الذي خلق السموات بـقـدرتـه التامة يضفي عليها عامل الاتساع والاستيعاب بصورة مستمرة وبنا على عدم وضوح هذا الـمـطلب بالنسبة للعلما والمفسرين سابقا ,فقد فسر الكثير منهم هذه الجملة بانها تعطي معنى سعة رزق اللّه تـعالى على عباده من خلال نزول المطر , او من خلال طرق مختلفة وفسرها بعض على انـها تعطي معنى الغنى والكفاف , وبان اللّه تعالى كلما اجزل نعمة واعطى لا تنقضي خزائنه ابدا بيد انـنـا لو القينا نظرة على ما اثبتته المشاهدة النجومية بواسطة المراصدالفضائية على ان المجرات تبتعد عن احداها الاخرى بسرعة , وان العالم في حالة اتساع مطرد , لاتضح مفهوم هذه الجملة في اذهاننا بصورة كاملة . نقرا في كتاب (( بداية ونهاية العالم )) لمؤلفه (( جان الدر )) :. ((لـقـد كـشفت احدث وادق القياسات على طول مسيرة الامواج التي تنبعث من النجوم , الستار عن وجـه احـدى الحقائق العجيبة والمدهشة , ذلك انها بينت على ان مجموعة النجوم التي تشكل هيئة العالم تبتعد بسرعة فائقة عن مركز العالم بصورة مستمرة , وكلما اتسعت الفاصلة بينها وبين مركز الـعالم كلما زاد ذلك من سرعة سيرها , ويبدو ان النجوم باكملها كانت مجتمعة في هذا المركز في يـوم من الايام ثم تشتت شملها بعد ذلك , وانفصلت عنها مجموعة من النجوم الكبيرة لتشق طريقهافي مسالك الفضا المختلفة , علاوة على ان العلما استفادوا من هذا الموضوع على ان للعالم نقطة شروع في بداية الامر )) ((196)) . ونقل في نفس الكتاب عن (( جرج كاموف )) قوله في كتاب ((خلق العالم )) :. ((ان فضا العالم المتكون من مليارات المجرات , في حالة اتساع مطرد , وفي الحقيقة ان عالمنا ليس فـي حـالـة سـكون وانما في حالة انبساط , والتوصل الى الحقيقة القائلة بان هذا العالم هو في حالة انـبـسـاط وتـوسـع , هو المفتاح الذهبي للتعرف على لغز هذا العالم , لان قولنا : ان العالم في حالة انبساط حاليا , يستلزم منه ان العالم كان في حالة انقباض شديد جدا في يوم من الايام )) ((197)) . ونقرا في كتاب (( حدود النجوم )) لمؤلفه (( فرد هويل )) حول سرعة الانبساطواتساع العالم مايلي :. (( تـصـل اقوى درجات السرعة لتقهقهر الكرات التي خضعت للقياس الى وقتناهذا الى حدود ست وسـتـون الـف كـيلو متر في الثانية , ان نور المجرات الابعد يبدوضعيفا بنظرنا الى درجة بحيث يـتعسر علينا قياس سرعتها , نظرا لعدم وجود النورالكافي لقد بينت الصور التي التقطت من السما بوضوح من ان فاصلة هذه المجرات ابعد بكثير من فاصلة المجرات القريبة )) ((198)) . وعـلـى هـذا الاساس نقف على تفسير واضح جدا في صدد الاية السابقة واتساع السموات , والتي تكشف الستار عن السر ورا احد المعجزات العلمية للقرآن . ومما يستحق الاهتمام ايضا ان عبارة : (( ان ا لموسعون )) والتي استعمل فيها اسم الفاعل والجملة الاسمية , تدل على حالة الاستمرار والديمومة , وعلى تداوم حالة التوسع والانبساط.
لطفا منتظر باشید ...
