القرآن وحركة الارض - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القرآن وحركة الارض



3. نـقـرا فـي الاية ( 88 ) من سورة النمل قوله تعالى :( وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع اللّه الذي اتقن كل شي انه خبير بما تفعلون ).


تتجلى في هذه الاية عدة نكات :.


اولا : ان الـجـبال التي تبدو ساكنة في نظركم , هي في حركة سريعة كسرعة حركة السحب , ( ويـنـبـغـي الالـتفات الى ان السرعة الفائقة تشبه عادة بسرعة السحاب ,اضافة الى خلو الحركة السريعة للسحب من التزلزل والصخب ).


ثانيا : ان هذا هو صنع اللّه الذي خلق كل شي بميزان معين .


ثالثا : انه عز وجل مطلع على اعمالكم .


عـنـد الـتـامـل بدقة في هذه الجمل الثلاثة , يتضح ان الاية لا ترتبط بيوم القيامة كماتخيل بعض المفسرين , بل ترتبط بنفس هذه الدنيا , اذ تقول : (( انتم تتخيلونهاوتتصورونها هكذا في حين انها لـيـست كذلك )) واما حركة الجبال في القيامة او على مشارف القيامة فليست هي من الامور المخفية والمبهمة , بل انها واضحة ومهولة بحيث لا يقوى احد على تحملها والاصطبار على مشاهدتها.


اضـافـة الـى ان الاتـقان في الخلقة وحاكمية النظم والموازين فيها , هو اشارة ودلالة على وضعها الفعلي لا على زمن اقتراب يوم القيامة , سيتلاشى النظام العالمي ليبنى على انقاضه نظام جديد.


فـضـلا عن ذلك فان الاطلاع الالهي على الاعمال التي نقوم بها يرتبط باعمالنا في هذه الدينا , والا فان القيامة يوم الحساب لا يوم العمل .


ويـتـضـح من خلال هذه القرائن الثلاثة ان هذه الاية لا تطابق حركة الجبال في نهاية مسيرة العالم ومشارف يوم القيامة باي شكل من الاشكال , غاية ما في الامر ان جماعة من المفسرين لم يتمكنوا من ادراك عمق المفهوم في الاية , فما وجدوا بد اسوى القبول بخلاف ظاهر الاية , وتفسيرها بمسالة القيامة .


كما تتضح هذه المسالة ايضا وهي ان حركة الجبال لا تنفصل عن حركة الارض ,بل هما مترابطان مع بعض كوحدة واحدة , فاذا تحركت الجبال فان معناه الحركة الدائبة للارض .


الا انـه يـنـقدح في الذهن هذا السؤال : لماذا اقتصر اللّه تعالى على ذكر الجبال ,ولم يقل انك ترى الارض فتحسبها ساكنة في حين انها متحركة .


والجواب على هذا السؤال واضح , لان الجبال من اعظم الموجودات على وجه الارض , وهي مظهر مـن مـظـاهـر الصلابة والصمود والاستحكام , ولذا نقول لضرب المثل المعروف (( ان الشخص الفلاني منيع وصامد كالجبل )) , ولذلك يمكن اعتبار حركة الجبال على عظمتها وصلابتها وثباتها , على انها احد العلائم على القدرة اللامتناهية للحق تعالى , لكن مما لا جدال فيه ان حركة الجبال هي احدى التجليات الواضحة لحركة الارض .


وفـي كـل الاحـوال , تعتبر الاية المزبورة احد المعاجز العلمية المهمة للقرآن , اذمن المعلوم ان الـعـقيدة الرائجة والحاكمة على كافة المحافل العلمية الدولية في عصرنزول القرآن وزها الالف سـنة بعد ذلك هي نظرية ثبات الارض ودوران الكرات حولها , والتي نشات من هيات ((بطلميوس )).


ومن العلما الاوائل الذين اكتشفوا حركة الارض هم كل من (( غاليلو )) الايطالي ,و (( كبرنيك )) الـبـولندي , وذلك بعد مرور ما يقارب الالف سنة , اذ اعلنوا عقيدتهم في اواخر القرن السادس عشر واوائل القرن السابع عشر الميلادي , مما اثار على الفورحفيظة ارباب الكنيسة بشدة بحيث هـددوهـمـا بـالـقتل في حين ان القرآن الكريم كشف الستار عن هذه الحقيقة بعشرة قرون قبلها , وطرح بعباراته البديعة المتقدمة حركة الارض باعتبارها احدى علائم التوحيد والعظمة الالهية .


وعـلـى كـل حـال , مـما لا شك فيه ان هذه الاية تتحدث عن حركة الجبال (وبتعبيرآخر حركة الارض ) في هذه الدينا , ذلك ان حركة الجبال على اعتاب يوم القيامة ,تحدث زلزالا قويا في الكرة الارضـية بحيث تضع كل ذات حمل حملها , وتذهل كل مرضعة عن مرضعها , وترى الناس سكارى وماهم بسكارى , وهذا الكلام لا ينسجم مع جملة (( تحسبها جامدة )) على الاطلاق .


اضـافـة الى انه لا يبقى مجال لاعمال الخير والشر في تلك اللحظات الحرجة ,حتى يتاتى القول بان اللّه تعالى مطلع على الاعمال التي نقوم بها.


والـقول بان الايات التي تسبق الاية المتقدمة او ما بعدها ترتبط بالقيامة لا يمكن اعتباره دليلا قطعيا عـلى ان مفهوم هذه الاية يرتبط بالقيامة , لان هذا ليس احدالمصاديق النادرة في القرآن , فرب اية تتحدث في مسالة معينة وتتحدث التي قبلهااو بعدها عن مسالة اخرى وبعبارة اخرى فالاطلاع على محتوى الاية نفسها والقرائن الموجودة فيها اهم وافضل من الملاحظات الاخرى .


وهـذه الـنـكـتة تستحق الاهتمام ايضا وهي ان التشبيه بحركة السحب بالاضافة الى انه اشارة الى السرعة الفائقة لها , يعتبر جوابا قاطعا على هذا السؤال , وهو فيما لوكانت الارض متحركة فلماذا لا نستشعر بها ؟ فياتي الجواب على انها تتحرك ببطومرونة وهدؤ بحيث لا يمكن تشخيص ذلك , كما لو صعد احد على السحاب مثلا , فانه لم يكن يشخص حركتها ايضا.


ومـمـا يـدعو الى الاهتمام هذه النكتة ايضا وهي ان القرآن يقول في الاية ( 25 و26 ) من سورة المرسلات : ( الم نجعل الارض كفاتا # احيا وامواتا ).


نـشـاهـد فـي منابع اللغة التي من جملتها (( المفردات )) للراغب وكتاب (( العين ))انه قد ذكر مـعـنيان للفظة (( كفات )) الماخوذة من مادة (( كفت )) وهما الجمع والطيران السريع , فاذا كان الـمعنى الاول هو المقصود , يكون مفهوم الاية على ان جعلناالارض محطا لاجتماع بني البشر في حـيـاتـهـم , وما تحت الارض مقرا لاجتماعهم بعد مماتهم واذا كان المقصود المعنى الثاني , يكون مـفـهـومها الطيران السريع للارض وهذا يتناسب مع الحركة الانتقالية للارض حول الشمس التي تسير بسرعة فائقة ـ تقدر ب ( 20 ) كيلو متر في كل ثانية و (1200) كيلو متر في كل دقيقة ـ ثم انهاتحمل الاموات والاحيا معها وتدور بهم حول الشمس .


ولعل السبب في اطلاق لفظة (( كفت )) على الطيران السريع , هو ان الطيور عندماتريد ان تطير بـسرعة فائقة في السما تجمع اجنحتها بصورة كاملة وبشكل متناوب وتسبح في الفضا , لكن نظرا لـكـون لفظة (( كفت وكفات )) تحتمل معنين , لم نذكر هذه الاية بعنوان احد الادلة القطعية على مسالة دوران الارض .


/ 120