2. نـقرا في سيرة ابن هشام : ان ابا سفيان بن حرب وابا جهل بن هشام والاخنس بن شريق ابن عمرو بـن وهب الثقفي , حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول اللّه (ص ) وهو يصلي من الليل فـي بيته فاخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع منه وكل لا يعلم صاحبه , فباتوا يستمعون له , حتى اذا طـلـع الـفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض : لا تعودوا , فلو رآكم بعض سـفـهائكم لاوقعتم في نفسه شيئا , ثم انصرفوا , حتى اذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم الى مـجـلسه , فباتوايستمعون له , حتى اذا طلع الفجر تفرقوا , فجمعهم الطريق , فقال بعضهم لبعض مـثـل مـا قـالوا اول مرة , ثم انصرفوا حتى اذا كانت الليلة الثالثة اخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يـسـتـمـعون له حتى اذا طلع الفجر تفرقوا , فجمعهم الطريق , فقال بعضهم لبعض : لا نبرح حتى نتعاهد الا نعود , فتعاهدوا على ذلك , ثم تفرقوا ((129)) . نعم لقد كانت جاذبية القرآن شديدة الى درجة بحيث خضع لها حتى الاعداالالدا , فلو انزاحت عنهم حجب العصبية واللجاجة والتعلق بالمنافع الشخصية لكانوا يؤمنون باللّه بصورة قطعية .