ايمانه وتضحيته في سبيل هدفه - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ايمانه وتضحيته في سبيل هدفه

6. مـن الـقـرائن الـرئيـسـة الاخرى لمعرفة المدعين الصادقين من الكاذبين هو ايمانهم بما يدعونه وتـضـحيتهم وايثارهم في سبيله , ولان المدعين الكاذبين مطلعين على حقيقة الامر فانهم بالطبع لا يـضـحـون كثيرا في سبيل هدفهم , بالاضافة الى انهم مستعدون للمساومة وتحريف مدعياتهم , في حين ان الصادقين منهم لايجوزون لانفسهم ايا من ذلك .

صحيح ان هذا الامر بمفرده غير كاف , ولكن يعتبر قرينة جيدة تضم الى القرائن الاخرى .

ولـم يـر في اي من كتب التاريخ ان نبي الاسلام (ص ) قد تراجع او تنصل عن معتقداته , او فر من مـيـدان الـجهاد , وحتى في معركة (احد) عندما وصلت الحرب الى اقصى درجات الشدة وفر من ساحة المعركة اغلب الجيش (او كله عدا عليا (ع )والتجاوا الى زاوية هنالك حيث بقي النبي (ص ) صامدا في الميدان , محتملا اذى الجراحات بسبب اصابته في جبهته واسنانه ولم يتبق له في الظاهر اي امل بالنجاة ولكنه ظل صامدا.

وفـي قصة (مرض ابي طالب ) وطلب قريش منه ـ التي قراناها في بداية الجزالسابق ـ ان يعرض على النبي (ص ) ان يكف عن محاربته لعبادة الاصنام , ويكف عن الدعوة الى الاله الواحد الاحد , قال (ص ) : (لو وضعوا الشمس في يميني والقمرفي يساري على ان اترك هذا الامر حتى يظهره اللّه او اهلك فيه ماتركته ) ((323)) .

ونـقرا في قصة اخرى :ان قريشا جات للنبي (ص ) واعطته وعدا بان تضع تحت اختياره من المال مـايجعله اغنى رجال مكة , وان يزوجوه اي امراة يريدها , ويتبعوه بشرط (ان يدع تسفية اصنامنا واذا لـم تـقـبـل فلدينا اقتراح آخر ينفعك وينفعنا وهو ان تعبد الهتنا مثل (اللات ) و(العزى ) عاما ونحن نعبد الهك عاما لنرى ماتكون العاقبة ) ,وهنا نزلت سورة (ياايها الكافرون ) , ورد عليهم النبي (ص ) بالسلب ((324)) .

وفـي تفسير سورة طه (الاية الثانية ) نقرا : حينما كان النبي (ص ) ـ بعد نزول الوحي والقرآن ـ يـتـعبد الى حد تورمت قدماه المباركتان , نزلت الاية الانفة لتمنعه من هذا العمل , وقالت : (ماانزلنا عليك القرآن لتشقى ) , وهذه دلالة على انه الى اي حدكان مؤمنا بتعاليمه .

و(قـصة المباهلة ) ودعوة النبى (ص ) اعداه ـ ان اذا كنتم تقولون حقا فتعالواباهلكم , ويطلب كل مـنا من اللّه ان ينزل العذاب على الكاذب منا ويفضحه ـ هي دلالة اخرى على ايمانه الراسخ بدينه , لانه (ص ) اعلن استعداده التام لهذا الغرض وتراجع مخالفوه لانهم غير مطمئينن لاستحكام قواعد دينهم .

وقـد نـقـل مؤرخو الشرق والغرب قصصا وحكايات كثيرة عن (صمود النبي (ص )امام الحوادث ومواجهته للمشاكل الكبرى التي يعجز الانسان العادي عنها.

قال (غوستاف لوبون ) المستشرق الفرنسي المعروف : انه لايهرب من اي خطر , وفي نفس الوقت لايلقي بنفسه الى الخطر بدون دليل ((325)) .

ويقول تلميذ تلك المدرسة العظيم امير المؤمنين ((ع ) بشان احوال النبي (ص )في ساحات الحرب : (كـنـا اذا احمر الباس ولقى القوم القوم اتقينا برسول اللّه ((6)) فمايكون احد اقرب الى العدو منه ) ((326)) .

/ 120