قصة يوم الدار - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قصة يوم الدار

وفـي الـسنة الثالثة للبعثة امر اللّه سبحانه رسوله الكريم (ص ) ان يعلن الدعوة الاسلامية بنرول الايـة الـكـريـمـة : ( وانـذر عـشـيرتك الاقربين ) ((95)) ( فاصدع بما تؤمرواعرض عن المشركين ) ((96)) .

فـاعلن الرسول (ص ) دعوته مبتدئا بالاقربين من عشيرته , وهذه القصة معروفة ,وقد بيناها في القسم السابق .

وفـي هـذه الاثـنـا تعرض الرسول (ص ) الى ضغوط متنوعة , وتحرك الاعداضده من كل حدب وصوب .

والـجـديـر بـالـذكر ان تحرك الاعدا ضد الرسول (ص ) كان على عدة مراحل واشكال مختلفة ( ويظهر ان هذه المراحل كانت موجودة في جميع الثورات الالهية ).

الـمـرحـلة الاولى : كانت مرحلة الاستهزا اول المراحل في زمان لم ينظر فيه المشركون بشكل جـدي الـى الـدين الجديد , ولم يحسوا بخطره الحقيقي , بل تصوروا السخرية والاستهزا سينهي الامر سريعا ولا يحتاج الى اكثر من ذلك وجافي سورة الانبيا الاية ( 36) تعبير عن تلك المرحلة بـقـولـه تعالى : (واذا رآك الذين كفروا ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي يذكر الهتكم وهم بذكر الرحمـن هم كافرون ) ((97)) .

ولـم تنحصر السخرية والاستهزا بنبي الاسلام (ص ) بل تعرض لها جميع الانبيا السابقين : ( وما ياتيهم من رسول الا كانوا به يستهزؤن ) ((98)) .

ولـمـا راى الـمـشركون ان السخرية والاستهزا لم تؤثر شيئا وان الاسلام ما زال مواصلا لتقدمه الصحيح انتقلوا الى المرحلة الثانية :.

تـصـور الـمـشـركـون انهم سيخرجون الرسول (ص ) من الساحة بالصاق التهم به كالجنون او ( الـسـحـر) , او (الـشـعر) , او ان ماجا به قد تعلمه على يد هذا او ذاك او انه منقول من اساطير الاولين .

فمرة يقولون : ( ياايها الذي نزل عليه الذكر ان ك لمجنون ) ((99)) .

واخرى يقول بعضهم للاخر : ( ائن ا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ) ((100)) .

واحيانا يقولون : ( هـذا سحر وان ا به كافـرون ) ((101)) .

واضـاف القرآن الكريم : انه ليس مشركو العرب لوحدهم الصقوا تلك التهم بالرسول (ص ) فحسب بـل ان هذه المشكلة قد عانى منها كل الانبيا (ع ) على مرالتاريخ : ( كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون ) ((102)) .

وفي مكان آخر نقرا قوله تعالى : ( ولقد نعلم ان هم يقولون ان ما يعلمه بشرلسان الذي يلحدون اليه اعجمي وهـذا لسان عربي مبين ) ((103)) .

واحيانا يقولون : (وقالوا اساطير الاو لين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا) ((104)) .

و( اساطير ) جمع ( اسطورة ) ومعناها القصص الخيالية التي لا صحة لها وبهذاالاسلوب الصقوا انـواع التهم وكل ما يختمر في اذهانهم بالرسول (ص ) ولكن لم يؤثراي منها , واخذ الاسلام يشق طريقه بسرعة بين الطبقات المختلفة .

الـمـرحلة الثالثة : بدات المرحلة الثالثة بضغوط مختلفة : اجتماعية وسياسية ولانهم ادركوا مدى خطورة الاسلام عليهم سعوا الى القضا على الرسول (ص )والمجموعة القليلة التي آمنت به من هذا الطريق .

وقصة شعب ( ابي طالب ) معروفة اذ تم فيها محاصرة المسلمين في ذلك الوادي المقفر لمدة ثلاث سنوات خلال السنة السادسة للبعثة حيث انتهت بموت اطفالهم وحتى بعض كبار السن .

وكـذلـك قـصـة الـهـجرة الى الحبشة خلال السنة الخامسة للبعثة معروفة ايضا على اثر تعرض المسلمون لضغوط شديدة وتعذيب المشركين لهم .

والـعـجـيب انه لم يتعرض المسلمون وحدهم لهذه الضغوط فحسب , بل جافي التاريخ انهم عقدوا مـعاهدة على مقاطعة كل بني هاشم وبني عبد المطلب من المسلمين وغيرهم فلا يتزوجوا منهم ولا يزوجوهم , وان لا يشتروا منهم ولايبيعوهم شيئا حتى يزداد الضغط على المسلمين .

مع العلم اننا لا نرى في الايات القرآنية اشارات واضحة حول هذه المسالة ولكن مما كان يتواصى بها الـمـشـركـون والكفار والمنافقون مع بعضهم في المدينة نستطيع ان نعرف وضع مكة : ( هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حت ى ينفضوا) ((105)) .

ان هذه الضغوط لم تجد نفعا ايضا , بل ازداد تعاطف الاخرين شيئا فشيئا مع المسلمين وصار الاسلام انـشـودة عـلـى كل لسان , حيث ان المسلمين اكتسبوامظلومية تاثرت بها عواطف مجاميع عظيمة فانجذبوا اليهم .

فاخذت تحركات الاعدا شكلا اكثر حدة في :.

المرحلة الرابعة : وفيها صمموا على قتل الرسول (ص ) واراقة دمه ليتخلصوا منه الى الابد او ان يبعدوه عن مكة على اقل تقدير , ففي ( دار الندوة ) محل اجتماعهم ومركز مشاوراتهم , اجتمعوا وطـرحـوا خطة شيطانية دقيقة للوصول الى اهدافهم تلك كما يقول القرآن : ( واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر اللّه واللّه خير الماكرين ) ((106)) .

وكـمـا نعلم ان اللّه سبحانه وتعالى قد ابطل كل خططهم الشيطانية ونجا الرسول الكريم (ص ) من سـيـوف الاعـدا حـيث هاجر الى المدينة تلك الهجرة الكبيرة التي تركت آثارا عظيمة في التحول الكبير في الاسلام وفي عالم البشرية اجمع .

ومرة اخرى نسمع القرآن يحدثنا بقوله تعالى : (الا تنصروه فقد نصره اللّه اذاخرجه الذين كفروا ثاني اثنين اذ هما في الغار اذ يقول لصاحبه لاتحزن ان اللّه معنافانزل اللّه سكينته عليه وايده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة اللّه هي العليا واللّه عزيز حكيم ) ((107)) .

وبهذا الترتيب تخلص الرسول (ص ) من الاخطار المختلفة المحيطة به بلطف من اللّه سبحانه وبدا هـجرته المباركة بهدؤ وسكينة ودخل الاسلام عندها مرحلة جديدة في حياته , وبا الاعدا بالفشل الذريع في هذه المرحلة ايضا.

انـتـشـر الاسـلام فـي الـمدينة بسرعة فائقة وكثر اتباع الدين الاسلامي فشكل الرسول (ص ) الحكومة الاسلامية وصار للمسلمين جيش منظم وبيت للمال وكل ماتحتاجه الدولة آنذاك .

وفي مقابل توسع الاسلام وتثبيت اركانه احس الاعدا بخطر اكثر جدية فوسعوا مجابهتهم ودخلوا :.

الـمرحلة الخامسة : وهي الحرب المسلحة مع الاسلام , وبدات الغزوات الاسلامية كغزوة ( بدر الكبرى ) و ( الصغرى ) و ( احد ) و ( خيبر ) و ( حنين )و وواحدة تلو الاخرى وفي كل مرة ـ الا في مورد واحد ـ كان المسلمون يشهدون انتصارات ملفتة للنظر وكانوا في تقدم مستمر.

وقد اشار القرآن الكريم في كثير من الايات الى هذه المرحلة من حياة الرسول (ص ) حيث تعد من اكثر المرتكزات المهمة في هذا المقطع من تاريخ الاسلام .

في الاية (25) من سورة التوبة اشارة اجمالية الى هذه الغزوات بقوله تعالى :(لقد نصركم اللّه في مواطن كثيرة ويوم حنين ).

فـكلمة ( مواطن ) جمع ( موطن ) وتاتي احيانا بمعنى وطن ومحل الاقامة الدائمية واحيانا بمعنى ساحة القتال ومن هنا جات (( مواطن كثيرة )) اي الساحات المتعددة للحروب الاسلامية حيث بلغ عـدد الغزوات ثمانين غزوة لذا نقرا في الحديث انه : عندما نذر احد خلفا بني العباس انه اذا عافاه اللّه سبحانه فانه يعطي مالا كثيرا للفقها ولم ا تماثل للشفا اجتمع الفقها حوله عاجزين عن تعيين مقدار ( الـمـال الكثير ) الا ان الامام التاسع (محمد بن علي التقي (ع ) فسر الـ (كثير )بـ ( ثمانين ) ( ربـمـا تـكـون ثـمانين الف درهم ) لان الاية السالفة الذكر قد اطلقت مواطن كثيرة على الغزوات الاسلامية البالغة ثمانين غزوة ((108)) .

ثـم جا الفتح المبين و ( فتح مكة ) وحكم الاسلام شبه الجزيرة العربية باجمعهاوحطم المسلمون آخر معقل للاعدا.

ولـكن العدو المنكسر لم يستسلم فقد اضطر الى تشكيل جمعية سرية ( وهم المنافقين الذين كانوا يتظاهرون بالاسلام وينهمكون بانواع المؤامرات ضده باطنا ).

وبهذا الاسلوب دخلوا :.

الـمـرحـلة السادسة : ( مرحلة نهاية الحرب مع الاعدا ) , وبالطبع ان ظهورالمنافقين بدا مع اول انتصار للاسلام وتوسع في مقابله وما زال مستمرا الى الان .

انهم في هذه المرحلة قد باؤوا بالفشل الذريع ايضا حيث كلما ارادوا التمر على الاسلام كشفهم اللّه سبحانه وابطل حيلهم ولم يبق منها سوى نار خامدة تحت الرمادلم يظهر اشتعالها ثانية الا بعد رحلة الرسول الكريم (ص ).

نـزلـت آيـات قـرآنية كثيرة حول هذه المرحلة ايضا تعد من مقاطع القرآن المهمة في اسدا العبر والـدروس فـفـي سـورة الاحـزاب , والتوبة والمنافقون بحوث حية ومجدية تحكي لنا عن عمق الـمـؤامـرات الـتي قام بها المنافقون ومن جملتهاالاية (48) من سورة التوبة حيث ذكرت بحوث كـثـيـرة حـول هذه الجماعة ومخالفتهم وفتنتهم وتجسسهم قوله تعالى : (لقد ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لك الامور حت ى جا الحق وظهر امر اللّه وهم كارهون ).

ان هذه المراحل الست السالفة الذكر لم تكن في مقابل الثورة الاسلامية للرسول الكريم وحده (ص ) فحسب بل في مقابل كل الثورات الالهية وهي بدورها موضوع لقصة مفصلة نتعلم منها.

ولـكـن لـم يفلح الاعدا بكل مساعيهم للاطاحة بالاسلام وظلت شجرته زاهية مثمرة حيث غط ت بـاغـصـانـها واوراقها كل اصقاع شبه الجزيرة العربية كما دلت الاية الكريمة (اذا جا نصر اللّه والفتح ورايت الن اس يدخلون في دين اللّه افواجا) ((109)) .

/ 120