اولا :. الشمولية والسعة - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

اولا :. الشمولية والسعة

بـالـرغم من ان القرآن نزل في محيط مغلق من جهات مختلفة , ومحدود في ارتباطه مع عالم ماورا شـبـه الـجـزيـرة والطابع الذي يسود ارجاه هو طابع القومية والعنصرية والحياة القبلية فكان من الطبيعي حتما ان يصطبغ مثل هذاالمحيط بصبغة القومية العربية , بل بصبغة التعصب القبلي مما يلفت الـنـظـر ان الـقوانين لم تصطبغ بهذه الصبغة باي شكل من الاشكال حتى انه لم يردالخطاب بيا ايها الـعـرب ولا مـرة واحدة في القرآن فالحديث يرد عامة الناس في كل المواضيع والخطابات وردت بـصـيـغـة ـ يـا بـنـي ادم ((266)) ويـا ايـهـا الـناس ((267)) وياايها الذين امنوا ((268)) ويـاعـبادي ((269)) ويا ايها الانسان ((270)) ـ فاذا المخاطبين في القرآن هم جميع اهل العالم وقوانينه ناظرة الى البشرية جمعا.

ومـمـا يـدل عـلى هذا المدعى ايضا آية (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين )وآية (تبارك الذي نزل الـفـرقـان عـلـى عـبـده ليكون للعالمين نذيرا) ((قان ـ 1)) وآية (ان هو الا ذكر للعالمين ) ((ف ـ 104)) ونظائرها.

لقد نبذ القرآن الامتيازات العنصرية ـ في ذلك المحيط العنصري ـ بحيث اولى اهتماما كبيرا وعناية فـائقـة بـالاواصر الاخوية لجميع ابنا البشرية من خلال اطروحته الرائعة المتضمنة هذا المعنى ((انتم جميعا ابنا ادم وخلقتم من اب وام واحدة )) فانتم جميعا اخوة اسرة واحدة , يقول عز من قائل فـي هذاالمضمار : (يا ايها الن اس ان ا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند اللّه اتقاكم ) ((ات ـ 13)) .

وفـي مـوضـع اخر ينفي كافة الارتباطات المحدودة ويبلور العلاقة القائمة بين المؤمنين في اطار الاخـوة والصداقة التي هي من اقرب العلائق التي تقوم على اساس المساواة والمواساة اذ يقول عز من قائل : (انما المؤمنون اخوة ) ((ات ـ 10)) ومما يدعو الى الانتباه والالتفات في هذه الاية هو مجي كلمة ((ان ما)) التي تستعمل للحصر.

هـذا مـن جهة , ومن جهة اخرى احاطت هذه القوانين بشموليتها سائرانحا الحياة البشرى ة بدا من اهم المسائل الاعتقادى ة (كالتوحيد) وانتهابابسط المسائل الاخلاقى ة والاجتماعية , (كالرد على الـسـلام وعلى اي لون من الوان التحية والاستقبال , فعلى سبيل المثال يقول تعالى في احد المواضع :(واذا حـى يـتـم بـتحية فحيوا باحسن منها او رد وها ان اللّه كان على كل شي حسيبا)((النسا ـ 86)).

وقد ضم القرآن الكريم بين دفتيه اية تعد من اطول الايات القرآنية التي دارالحديث فيها حول كتابة الـديـون والـحـقوق , فقد ذكر فيما يتعلق بهذه المسالة عشرين حكما الهيا , وهي (الاية 282 من سـورة الـبـقـرة ) وهذا ان دل على شي فانما يدل على ان تطرق القرآن للمسائل المرتبطة بالعقائد والـمـعـارف الاسلامية لايتنافى بتاتا مع بيانه للاحكام الضرورية العملية ايضا , ولا نقصد من ذلك انه قد تم بيان جميع جزئيات الاحكام والقوانين على صعيد الظواهر القرآنية , لان مما لايقبل الشك ان حجمها يعادل اضعاف حجم القرآن , وانما المقصود انه تعالى قد بين الاصول والقواعد الضرورية في كل مورد من الموارد القرآنية .

ولا يضير في هذا المجال ان نشير اشارات مختصرة الى مقتطفات من هذه الاصول :.

/ 120