القرآن واسباب نزول المطر والبرد - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القرآن واسباب نزول المطر والبرد


نـقـرا فـي الايـة (43) من سورة النور قوله تعالى : (الم تر ان اللّه يزجي سحاباثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله وينزل من الس ما من جبال فيها من برد فيصيب به من يشا ويصرفه عم ن يشا يكاد سنا برقه يذهب بالابصار).


في هذه الاية تعابير مختلفة , لم تتوضح معانيها بدقة في الماضي .


((يزجي )) ماخوذة من مادة (ازجا) ومعناها في الاصل هو الدفع او التحريك الملائم الهادي .


يقول الراغب في المفردات : ((التزجية )) معناها هو التحريك على سبيل الترتب والتسلسل .


واستعمل القرآن الكريم هذه الكلمة لحركة السفن على اثر هبوب الرياح في البحر ((221)) .


((الركام )) (على وزن غلام ) وهي تعني الاشيا المتراكمة فوق بعضها.


((ودق )) (على وزن شرق ) , وهي حسب راي بعض من المفسرين بمعنى قطرات المطر , وحسب راي بعضهم الاخر بمعنى البرق .


((الـبـرد)) (على وزن سبد) وهو القطع المتجمدة للمطر , وهي في الاصل ماخوذة من مادة برد (على وزن سرد) وهي البرودة ولان قطع البرد ذات طبيعة باردة وتبعث على برودة الارض ايضا اطلقت هذه الكلمة عليها ((222)) .


((جبال )) جمع جبل , جا في (معجم مقاييس اللغة ) هو بمعنى تجمع الشي مصحوبا بالارتفاع وورد هـذا المعنى في (التحقيق ) ايضا وعليه فالجبل لايراد منه جبال الحصى والرمال فحسب , بل ان كل مرتفع متراكم ومخزون يقال له في لغة العرب : جبل .


واستنادا الى ماقيل في هذا المجال نعود الى الاية الانفة الذكر : (وينزل من الس ما من جبال فيها من برد).


لـم يـدرك احـد في ذلك العصر بدقة ان السحب في السما على هيئة جبال بارتفاعات متفاوتة نشاهد قاعدتها غالبا لاننا نرها بصورة لوحة واسعة في السما ,لكن عندما نحلق بالطائرة الى اعلى السحب , نشاهدها جبالا ووديانا ومرتفعات ومنخفضات , كما نشاهد ذلك على سطح الارض وبعبارة اخرى : ان الـسـطح الاعلى للسحب غير مستو وعلى غرار سطح الارض يحتوي على تضاريس كثيرة , وفي كثيرمن الاحيان يكون متراكما على هيئة جبل .


ومـن اجـل ان يـتـضح مفهوم الجبال في الاية اكثر يمكن ان نضيف النكتة الدقيقة والتي ثبتت نتيجة لتطور العلوم وازدهارها وهي :.


ذكـر احد العلما في تحليله الشخصي ما خلاصته : ان السحب المرتفعة عب رعنها بجبال الثلج , في الايـة الـتـي وقعت موردا للبحث , لان العلما في تحليقاتهم الجوية اصطدموا بسحب متكونة من ابر ثـلـجـية , يصدق عليها عنوان (جبال من الثلج ) واقعا , ومن الغريب هو ما ذكره بصددها احد العلما الروس اثنا شرحه لبعض (السحب المحملة بالامطار) بانها جبال من الثلج , او جبال من السحب .


هذا كله من جهة ومن جهة اخرى ذهب علما معاصرون في صدد كيفية نشؤالبرد في السما الى القول : بان قطرات المطر تنفصل عن السحاب وتصطدم بالمناطق العليا الباردة للجو ووتنجمد , ولكونها صـغـيرة جدا تقذفها الى الاعلى من جديد تيارات هوائية شديدة مسلطة على تلك المنطقة فتنفذ تلك الـحـبـيـبـات داخـل الـسـحب مرة اخرى لتستقر مقابلها صفحة جديدة من الما , تنجمد مرة ثانية حـيـنماتنفصل عن السحاب , ويحدث احيانا ان يتكرر هذا الامر عدة مرات حتى يصبح حجم البرد كـبـيرا , ولا تقوى التيارات الهوائية على دفعه الى الاعلى او ان تهدا تلك التيارات بصورة مؤقتة , فـحينئذ يشق طريقه الى الارض ويسقط باتجاهها بدون اي مانع , ويحدث ان يكون كبيرا ثقيلا في بعض الاحيان فيلحق اضرارا بالمزارع والبساتين والحيوانات وحتى افراد البشر ايضا.


مـن هـنا يتبين ان وجود برد كبير الحجم ثقيل الوزن ممكن عندما تتراكم الحبيبات المنجمدة فوق قمم السحب الجبلية الى ان تظهر رياح شديدة فتقذفهاوسط السحب , وتجمع مقدارا اكثر من الما , فتصبح ثقيلة الوزن .


وعـلى هذا الاساس تعتبر السحب الجبلية منبعا مهما لتكو ن برد كبيرا الحجم ,سبقت الاشارة اليه في الاية .


وتـتـضـح الـمـسـالـة اكـثر فيما لو قلنا : ان هذه الجبال هي الاكوام المتكونة من الذرات الثلجية نفسها ((223)) .


والسؤال الوحيد الذي يبقى هنا هو : لماذا وجه القرآن الكريم الخطاب الى النبي (ص ) بقوله : (الم تـر) فـي حـيـن اننا نعلم ان هذه المسالة لا تقبل الرؤية على الاطلاق , وانما تمكن ملاحظاتها في عصرنا فقط من خلال التحليق بالطائرة ؟.


والـجـواب عـلى هذا السؤال واضح , ذلك ان (الم تر) والجمل المشابهة لها يرادمنها (الم تعلم ) , ولـهـذا يـقـول القرآن مخاطبا النبي (الم تر كيف فعل ربك باصحاب الفيل ) ((224)) , بالرغم من ولادته (ص ) في عام الفيل (العام الذي هجم فيه ابرهة على مكة ) وعدم حضوره تلك الواقعة .


/ 120