التبشير بظهور النبي (ص ) في الكتب السماوية - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التبشير بظهور النبي (ص ) في الكتب السماوية

كما اشرنا من قبل , فاننا نجد في كتب اليهود والنصارى الموجودة اليوم علامات ذلك النبي العظيم , ولـكن قبل ظهوره كانت توجد يقينا مسائل كثيرة طمست في ظلمات الكتمان على اثر عدم انسجامها مع التعصبات العمياالصما او متطلبات مصالح زعمائهم .

وحول (بشارات العهدين ) كتبت مؤلفات متعددة , او خصصت لها اقسام من بعض الكتب , وتناولها كلها ليس من شان هذا التلخيص , ونكتفي ببعض النماذج البارزة :.

1 ـ تـم الـتاكيد في ثلاث موارد من ((انجيل يوحنا)) على لفظة (فارقليط) او(فارقليطا) والتي تعني في العربية بـ(المعز ي ).

ونـقـرا فـي مـورد مـنها : (وساطلب من الاب ان يعطيكم معزيا اخر(فارقليطا) , يبقى معكم الى الابد) ((345)) .

وجا في مورد اخر : (ومتى جا المعزي الذي ارسله اليكم الاب , روح الحق المنبثق من الاب , فهو يشهد لي ) ((346)) .

وفـي الباب التالي له : (صدقوني , من الخير لكم ان اذهب , فان كنت لااذهب لايجييئكم المعزي اما اذا ذهبت فارسله اليكم ) ((347)) .

مـمـا يجلب الانتباه ان الفخر الرازي ينقل في الجز (29) من تفسيره صفحة (313) عن الاناجيل الـموجودة في عصره (انجيل يوحنا ـ الباب 14) : (وانااطلب لكم الى ابي حتى يمنحكم ويؤيتكم الـفارقليط حتى يكون معكم الى الابد) وهذا عين ماذكرناه اعلاه ولكن بالتصريح بلفظة (فارقليط) ويذكر نفس المعنى بالتصريح بلفظة (فارقليط) ايضا عن الباب 15 و 16 منه .

ان (فـارقـلـيـط) الـتـي تـلـفظ باللغة اليونانية (بريكلتوس ) او (براقليتوس ) فسرهاالكثير من الـمـسيحيين بمعنى (المعز ي ) او (روح القدس ) , ولكن جمعا منهم ذكر ان معناها (كثير الحمد) وهو مايتطابق تماما مع اسم احمد ومع الاية /6 من سورة الصف التي تقول : (ومبشرا برسول ياتي من بعدي اسمه احمد).

وان مـايـتضح من المطالعة الدقيقة لجذور هذه الكلمة هو ان (فارقليط) كلمة يونانية الاصل , وان جذرها (بريقلتوس ) ومعناه (كثير الحمد) التبس عليهم مع (براقليتوس ) التي تعني (المعز ي ).

ينقل السيد حسينيان مؤلف كتاب (السراج ) ((348)) في بداية كراسه الصغيروالملي بالمضامين , عين المتن اللاتيني لانجيل يوحنا عن كتاب باسم (الاناجيل ) من تاليف ((لامينيه )) ـ طبع باريس ـ والموجود حاليا في مكتبة مجلس الشورى الاسلامي .

مـايـدلـل جـيـدا على ان كلمة (فارقليط) وردت هناك على صورة (بركليت )ـالتي تعني بالعربية (احـمـد) وبـالـفـارسـيـة (كـثير الحمد) وليس بصورة بركليت (باراكليت ) التي تعني (المعز ي ) ((349)) , ولـكـن للاسف ازيح التعبير الاول فيمابعد من متون الاناجيل وحل محل ه التعبير الثاني .

ويـضـيـف ايـضـا : (ان قـدما النصارى فهموا من لفظ ((براكليت )) اسما خاصالشخص , لان في التراجم السريانية جا عين اللفظ ((اي فارقليط)) , وفي التراجم العبرانية الموجودة لدي ورايتها شـخصيا ((قرقليط)) ولانهم يعتبرونه اسم انسان ((معين )) , والترجمات العبرانية والسريانية عند المسيحيين لها كمال الاهمية والاعتبار) ((350)) .

وفـي الـواقـع فان مفردات من قبيل (محمد) و(علي ) و(حسن ) و(حسين )وامثالها لايمكن مطلقا تـرجـمتها عند ترجمة العبارات , فمثلا : بدل جملة (جاعلي ) لايقول الفارسي ابدا : (بلند مرتبه آمد) بل يقول (علي آمد) , ولكن المؤسف ان العلما المسيحيين في الازمان المتاخرة , ومن اجل محو علامة نبوة نبي الاسلام (ص ) هذه ابدلوا اولا لفظة (بركليت ) ب(باراكليت ).

وثانيا اخرجوها من صورتها كاسم علم الى معنى وصفي وقالوا بدلها((المعز ي )) فتامل .

يـتضح من هذا الكلام ان اللفظة الاصلية اذا كانت (بريقليتوس ) فان معناها(كثير الحمد) ومن غير المستبعد التباسها مع (براقليتوس ) , وطبعا ان احتمالات التعمد في هذا التفسير كثيرة جدا.

يـقـول الـمـرحـوم (العلامة الشعراني ) في كتابه ((نثر طوبى )) : (رايت في احدقواميس اللغة اليوناينة ان ((فارقليط)) ترجم معناها ب((كثير الحمد)) اي من تتناقله الالسن ويذكر بالخير) ثم يـضـيـف :ان قـواميس اللغة اليونانية باللغة الانجليزية ,والقواميس الفرنسية موجودة في كل مكان و(يـمكنكم مراجعتها ولكن ) يعتبرهاالمسيحيون مصحفة ومحرفة ويترجمونها بمعنى (المعزي ) وقد كتبنا نحن رسالة مستقلة في هذا الباب ) ((351)) .

ونـطـالـع فـي كـتاب قاموس مفردات القرآن ((352)) تاليف الدكتور قريب : ((ان المستفاد من الروايات هو ان الانبيا العظام ـ كل بنوبته قد بشروا في كتبهم بحضرته نبي الاسلام (ص ) ثم ينقل عـن الـكـثـيـر مـن الـمـصادر الاسلامية ان اسمه في الانجيل ((الفارقليطا)) التي يكون معناها ((احمد))) ((353)) .

وفـيـما عدا ذلك ففي تعبيرات الانجيل نفسه توجد جمل تشير الى ان هذه الكلمة وباي تعبير تكون فهي تتحدث عن نبي يظهر ويبقى دينه خالدا.

فجملة (وساطلب من الاب ان يعطيكم معزيا آخر يبقى معكم الى الابد) ((354)) دليل واضح على ان المقصود من (المعزي ) هو نبي دينه ابدي وخالد.

ويـقول هناك : (ومتى جا المعزي الذي ارسله اليكم الاب , روح الحق المنبثق من الاب , فهو يشهد لي ) ((355)) .

وواضـح ان هـذا الـمـعزي هو نبي وليس روح القدس وتكمن في تعاليمه كل الحقائق ولن يبق شي يستحق القول .

وعلى كل حال لا مجال لاي شك او ترديد بان كلمة (احمد) او مفردات من قبيلها كانت موجودة في الانـاجيل المتوفرة في زمن النبي (ص ) , والا فان الاية السادسة من سورة الصف ستكون في مظان الاعـتـراض الـشـديد من قبلهم ولاصبحت حجة قوية لهم في محاربة الاسلام في حين لم ينقل لنا التاريخ الاسلامي مثل هذا الشي .

وبـنـا عـلى ذلك يبدو ان البعض من علما المسيحية حينما راوا ان مواقعهم معرضة للخطر اتخذوا قـرارهـم بـتـحريف وتبديل تلك المعاني الى معاني اخرى وحتى يمكن مشاهدة نفس الاسم المقدس لـلـنـبـي (ص ) فـي بـعض كتب المسيحيين التي كانت موجودة لقرون بعد ظهوره (ص ) في زوايا العالم المختلفة .

والـشـاهد على هذا الكلام بيان مثير لاحد العلما المسيحيين الذين اعلنوااسلامهم في كتابه (انيس الاعلام ) وهو كتاب تحقيقي فريد ازاح الستار عن هذاالجانب .

وباعتباره كان بنفسه احد القساوسة المسيحيين المعروفين وانهى دراسته عند كبار علما المسيحية ووصل الى مقام كبير في نظرهم , يشرح في مقدمة كتابه المذكور قصة اسلامه العجيبة بهذا الشكل , يـقـول : ((بـعد تنقيب كثيروجهود خارقة وجولات في المدن المختلفة وصلت الى قسيس رفيع الـمـسـتـوى كـان مـمتازا من ناحية الزهد والتقوى ويعود اليه ابنا الطائفة (الكاثوليكية ) من ملوك وغـيـرهـم بـاسئلتهم الدينية وقد درست عنده فترة مذاهب النصارى المختلفة وكان عنده تلامذة كثيرون ولكن كان له تعلق خاص بي من دونهم وكانت مفاتيح المنزل كلها بيدي الا مفتاح واحد لاحد الخزائن كان يحتفظ به عنده .

في تلك الاثنا احس القسيس المذكور يوما بوعكة صحية , فقال لي : قل للتلاميذ انني لاطاقة لي على الـتـدريـس وعـنـدمـا جـئت لـلطلبة وجدتهم مشغولين بالبحث والنقاش الذي انجر الى معنى لفظة (فـارقليطا) في السريانية و(بريكلتوس ) باللغة اليونانية وقد امتد جدالهم وطال , وبدا لكل واحد مـنـهم رايا بعد ان عدت الى الاستاذ سالني : ما بحثتم اليوم ؟ فقدمت له تقريرا عن اختلافهم في لفظ (فارقليطا) قال : وانت اي الاقوال انتخبت ؟.

قلت : انتخبت ما اختاره فلان مفسر.

فـقـال الـقـس : مـاقـصرت ولكن الحق والواقع يخالف كل هذه الاقوال , لان الحقيقة لايعلمها (الا الراسخون في العلم ) وقليل من هؤلا ايضا من يعرفها ,فالححت عليه ان يقول لي معناها , فبكى بشدة وقـال : انـنـي لا ابـخـل عـليك باي شي ان في تعلم معنى الاسم اثرا عظيما ولكن بمجرد شيوعه سـيقتلوننا اناوانت واذا عاهدتني بان لا تقول لاحد سابين لك المعنى فاقسمت له بكل المقدسات ان لا ابوح باسمه , عندئذ قال : ان هذا الاسم هو من اسما (نبي المسلمين ) ومعناه (احمد) و(محمد) :.

ثـم اعـطاني مفتاح تلك الغرفة الصغيرة وقال : افتح باب الصندوق الفلاني وآتني بكذا وكذا كتاب , فجلبت الكتابين له وكانا مكتوبين بالخطاليوناني والسرياني قبل ظهور نبي الاسلام على الجلد.

وقد ترجم لفظ (فارقليطا) في كلا الكتابين بمعنى (احمد) و(محمد) , ثم اضاف الاستاذ قائلا : لم يـكن عند علما النصارى اي اختلاف قبل ظهور نبي الاسلام بان (فارقليطا) تعني (احمد ومحمد) ولـكـن بـعـد ان ظـهـر محمد اولوااللفظة واخترعوا لها معنى آخر من اجل الابقا على رئاستهم ومنافعهم المادية وقطعا ان هذا المعنى لم يقصده صاحب الانجيل .

فـسـالـته : ماتقول عن (دين النصارى ) ؟ قال : نسخ بمجي الدين الاسلامي وكرر هذا اللفظ ثلاث مـرات , فقلت : في هذا الزمان ماهو طريق النجاة والصراط المستقيم ؟ قال : انه منحصر في اتباع محمد(ص ).

قلت : وهل ان تابعيه من اهل النجاة ؟ قال : اي واللّه (كررها ثلاثا).

ثم بكى الاستاذ وبكيت انا ايضا وقال : اذا كنت تريد الاخرة والنجاة فيجب ان تقبل دين الحق وسوف ادعـو لـك دائمـا , بـشـرط ان تـشهد لي يوم القيامة بانني كنت مسلما في الباطن ومن اتباع حضرة محمد(ص ) وليس من شك اليوم ان ((دين الاسلام )) هو دين اللّه على وجه الارض ) ((356)) .

وكما تلاحظون فان علما اهل الكتاب ـ وفق هذا السند ـ فسروا وبرروااسم وعلامات النبي (ص ) بعد ظهوره بشكل آخر من اجل مصالحهم الشخصية .

سـؤال :.

يطرح هنا سؤال وهو : ان الاسم المعروف للنبي (ص ) (محمد) في حين سمي في الاية 6 من سورة ((الـصـف )) بـاسم (احمد) , وهاتان المفردتان وان لم تختلفا كثيرا في دلالتهما على معنى ومفهوم (مـحمود) ولكنهما في الظاهراسمان مختلفان وبنا على ذلك اذا كانت (فارقليطا) تعني (محمود) , فانهاتنسجم مع كليهما , ولكن تعبير القرآن ب(احمد) لاينسجم مع الاسم المعروف للنبي (ص ).

الجـواب :.

ستتضح الاجابة جيدا على هذا السؤال ببيان بعض النقاط :.

1 ـ جـا فـي الـتـواريـخ بان للنبي (ص ) منذ طفولته اسمين , وحتى ان الناس كانت تخاطبه بكليهما احدهما : (محمد) والاخر (احمد) , والاول اختاره له جده (عبد المطلب ) والثاني : امه (آمنة ) , وقد ذكر هذا الموضوع بالتفصيل في السيرة الحلبية .

2 ـ مـن بـيـن الـذين ينادونه مرارا بهذا الاسم , عمه (ابو طالب ) , وفي ايدينااليوم كتاب بعنوان (ديوان ابي طالب ) نشاهد فيه قصائد كثيرة ذكرت النبي (ص )بعنوان (احمد) مثل :.

  • ارادوا قتل ((احمد)) ظالموهم وليس بقتلهم فيهم زعيم

  • وليس بقتلهم فيهم زعيم وليس بقتلهم فيهم زعيم

  • وان كـان ((احـمـد)) قـد جائهم بحق ولم ياتهم بالكذب

  • بحق ولم ياتهم بالكذب بحق ولم ياتهم بالكذب

((357)) وفي غير (ديوان ابي طالب ) نقلت عنه اشعار في هذا المجال مثل :.

  • لقد اكرم اللّه النبي محمدا فاكرم خلق اللّه في الناس احمد

  • فاكرم خلق اللّه في الناس احمد فاكرم خلق اللّه في الناس احمد

3 ـ ويرى هذا التعبير ايضا في اشعار (حسان بن ثابت ) الشاعر المعروف في عصر النبي (ص ) :.

  • ومفجعة قد شفها فقد احمد فظلت لالا الرسول تعدد

  • فظلت لالا الرسول تعدد فظلت لالا الرسول تعدد

والاشعار التي جا فيها اسم (احمد) بدلا من محمد سوا في ديوان ابي طالب او غيره كثيرة جدا ولا مجال لنقلها كلها هنا ونختم هذا البحث ببيتين اخرين لابن ابي طالب (علي (ع )) حيث يقول :.

  • اتامرني بالصبر في نصر ((احمد)) وواللّه ماقلت الذي قلت جازعا

  • وواللّه ماقلت الذي قلت جازعا وواللّه ماقلت الذي قلت جازعا

  • ساسعى لوجه اللّه في نصر ((احمد)) نبي الهدى المحمود طفلاويافعا

  • نبي الهدى المحمود طفلاويافعا نبي الهدى المحمود طفلاويافعا

4 ـ نـقـرا فـي الـروايات التي جات تتحدث عن مسالة المعراج بان اللّه خاطب النبي (ص ) في ليلة الـمـعـراج مـرات بـاسـم (احمد) وربما من هنا اشتهربان اسمه في السما (احمد) وفي الارض (محمد).

وجـا ايـضا في حديث عن الامام الباقر(ع ) ان للنبي (ص ) عشرة اسماجات خمسة منها في القرآن وهي : (محمد) و(احمد) و(عبد اللّه ) و(يـس )و(ن ) ((360)) .

5 ـ عـندما تلى النبي (ص ) الايات المذكورة (آيات سورة الصف ) لاهل المدينة ومكة وسمعها اهل الـكتاب ايضا , لم يعترض اي واحد من المشركين واهل الكتاب بان (الانجيل ) بشر بمجي (احمد) بينما اسمك (محمد) وسكوتهم هذا دليل على اشتهار هذا الاسم في ذلك المحيط , لانه اذاحدث مثل هذا الاعتراض لكان قد نقل الينا مع ان اعتراضات الاعدا وحتى في الموارد الجارحة جدا مثبتة في التاريخ .

نستخلص من مجموع هذا البحث ان اسم (احمد) كان من الاسماالمعروفة لنبي الاسلام (ص ).

2 ـ نـشاهد بشارة اخرى في سفر التكوين والظهور في (التوراة ) في الفصل السابع لايمكن تطبيق علاماتها الا على النبي (ص ).

ففي الجمل من 17 الى 20 نطالع : (وقال ابراهيم للرب ياليت اسماعيل يعيش امامك فقال اللّه سمعت دعـائك فـي حـق اسـماعيل وها انا اباركه واكثرنسله وسيلد منه اثنا عشر رئيسا وسنجعله امة عظيمة ) ((361)) .

وفي كتاب (انيس الاعلام ) ينقل متن جمل التوراة المكتوبة باللغة العربية ويكتب ترجمتها على هذا الـشـكل : ( واثمره واعظمه بـ((مادماد)) والاثنا عشراماما الذي سيكون من نسله وسنجعله امة عظيمة ) ((362)) .

ثم يضيف : (ان ((مادماد)) هو نفس ((محمد (ص ))) بالعبرانية ).

ومع الالتفات الى ان النبي هو من نسل اسماعيل , وجا في البشارة المذكورة بانه سيكون امة عظيمة ويـخرج منه (اثنى عشر سيد وامام ) سيتضح عدم وجود اي مصداق لها سوى شخص النبي (ص ) , واذ الـحـقـنـا بـهـا لفظة (مادماد) التي وردت في النص العبري ـ وان لم ياتوا بها في الترجمة من العربية الى الفارسية ـ ستتضح اكثر واكثر.

ان قـيـل بـان هـؤلا (الاثـنـى عـشر سيدا واماما) وكذلك الامة العظيمة اشارة الى (موسى (ع )) و(اسـبـاط بني اسرائيل الاثني عشر) ففي الحقيقة ان اللّه بشرابراهيم بظهور موسى (ع ) يكون الـجـواب عـلى ذلك واضحا لان موسى (ع )واسباط بني اسرائيل هم من نسل اسحاق , في حين ان العبارة الانفة تعرفهم على انهم من ابنا اسماعيل ولا يمكن ان يكون لها مصداقا الا نبي الاسلام (ص ).

3 ـ جا في سفر التكوين (التوراة ) ـ الباب 49 رقم 10 : (ولن تؤخذ عصى السلطنة من يهودا حتى ياتي شيلوه التي ستجتمع حوله الامم ) ((363)) .

وظـاهـر هـذه الـعـبارة هو ان حكم (يهودا) وتسلط بني اسرائيل سيستمر حتى ظهور (شيلوه ) وتجتمع الامم حوله .

امـا مـن هو وما هو المقصود بـ(شيلوه ) , فان مؤلفي اليهود والنصارى قدموااحتمالات كثيرة كان اغـلـبها لاتتسق مع العبارة المذكورة باي وجه , ومن جملتهاان (شيلوه ) تعني مكانا للاستراحة او مـديـنـة في شمال ((بيت ايل )) او محلايسمونه الان (سيلون ) , والمسلم فيه ان التعبير بمجيئه واجتماع الامم حوله هواشارة الى شخص وليس اشارة الى مكان او محل .

و(مستر هاكس ) الاميركي مؤلف كتاب (القاموس المقدس ) ضمن عده للمعاني المختلفة لهذه المفردة ذكر معنى (مرسل ) التى تنطبق على لفظة رسول او رسول اللّه .

والـشـي الوحيد الذي يمكن ان يقال هو ان بشارة التوراة هذه هي اشارة لظهور (المسيح (ع )) كما قـالـوا ولـكـن ـ حـسب قول فخر الاسلام في (انيس الاعلام ) : ان هذا الاحتمال غير صحيح لان المسيح (ع ) هو من ابنا (يهودا) من جهة الام .

وبـنـا عـلـى ذلك فان حاكميته تعتبر امتدادا لحاكمية يهودا , وفي هذه الحالة لم يبق من مصداق لها سـوى نـبـي الاسـلام (ص ) المرسل من اللّه الذي تزاح بظهوره حكومة (آل يهودا) خصوصا في المدينة وخيبر والشامات والكثيرمن المناطق الاخرى ((364)) .

طـبـعـا ذكـرت بـشارات متعددة اخرى ايضا في كتب العهدين يطول شرحهاوان البعض منها قابل للايراد والتجريح , والذين يرغبون بالبحث والتحقيق اكثرفي هذا الموضوع يمكنهم الرجوع الى كتب (انيس الاعلام ) و(بشارات العهدين ) و(البشارات والمقارنات ).

/ 120