3. اعجاز القرآن على صعيد العلوم الحديثة والاكتشافات العلمية - نفحات القرآن جلد 8

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نفحات القرآن - جلد 8

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

3. اعجاز القرآن على صعيد العلوم الحديثة والاكتشافات العلمية

قـبـل الـدخـول في هذا البحث لابد من الاشارة الى امرين لتصحيح اي نوع من سؤ الفهم بصدد هذا البحث :.

1 ـ يجب ان لا يتوقع احد ان يبين القرآن الكريم جميع مسائل العلوم الطبيعية واسرار وخواص كل الاشيا , لان القرآن لم ينزل لبيان هذه الامور , فهو ليس دائرة للمعارف او كتابا لعلم طبقات الارض ((الـجـيـولوجيا)) او لعلم النبات وانما هو كتاب للتربية والهداية , نزل ليقود الناس الى حياة نقية مـقـتـرنة بالسعادة والفضيلة ويحكمهاالصدق والامانة والنظام والرحمة , وليوصلها في النهاية الى الـقـرب مـن اللّه تـعالى ,واما الغرض من قوله تعالى في صدد القرآن : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لـكـل شـي ) ((184)) , فهو لبيان كليات الامور التي تتعلق بنجاة الانسان وسعادته وتربيته ولذلك يقول تعقيبا على هذه الجملة : ( وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين ) ((185)) .

بـيـد ان بـعضا من الايات الالهية ومن اسرار الخلق في العالم وفي وجود الانسان ذاته تساعد على مـعـرفـة اللّه والتعرف على عظمة عالم الخلائق الذي هو من صنع اللّه تعالى , لذلك قد نجد احيانا اشارات الى هذه المسائل بين الايات القرآنية وقدرفعت الستار عن امور خفيت واستترت عن جميع علما العالم في ذلك الوقت .

ومـلـخـص الكلام هو : ان الاتيان ببعض اسرار العلوم وحقائق عالم الوجود في القرآن لا لعرض الـعـلوم الطبيعية او لتاليف دائرة للمعارف بل الغرض منه هو تبيين الاهداف التربوية والاخلاقية , وتـعليم درس التوحيد ومعرفة اللّه , وفهم اسماوصفات الحق , او الاطلاع على جانب من اسرار المعاد وماشاكل ذلك .

2 ـ هـل من الصحيح التشبث بمثل هذه البحوث وتطبيق الايات القرآنية على الاكتشافات العلمية ؟ هـل يحق لنا ان نطبق المسائل المختلفة للعلوم الطبيعية على الايات القرآنية , او بالعكس ؟ في حين ان ارا الـعـلـما لا تستقر على حال , وهي في تغير دائم , ولذك ليس من المنطق في نظرنا ان نطبق امرا ثابتا مستحكما على آخرمتغير ؟.

والاجابة على هذا السؤال لابد من القول : بوجود ثلاثة ارا مختلفة , اتباع الراي الاول : وهم الذين اتـخذوا طريق الافراط في هذا المجال , وذلك بان طبقت الايات القرآنية على الفرضى ات العلمية لادنـى تناسب او توافق بينهما ـ لا على الحقائق المسلمة والقطعية للعلوم ـ ظنا منهم انهم قد اسدوا خدمة الى معرفة القرآن من هذاالطريق .

فـي حـيـن اننا نعلم في وقتنا الحاضر ان القيام بهذا الاشتباه بمكان بحيث انه ليس فقط لا يعد خدمة لـلـقـرآن فـحـسب , بل سببا لسقوط اعتبار القرآن ومكانته , لان الفرضيات العلمية ـ لا قوانينها الـمـسـلـمة ـ في حالة تحول وتغير مستمر , ولذلك ليس من المنطق واسدا الخدمة للعلم والعقيدة تـطـبـيـق الـحـقـائق القرآنية الثابتة على جملة من الامور المتحولة والمتغيرة , والمشكوكة او المظنونة .

واما القائلون بالراي الثاني : فهم الذين سلكوا طريق التفريط , واعتقدوا بعدم جواز التطبيق في اي مـورد من الموارد حتى في المسل مات العلمية التي تنسجم بصورة او باخرى مع العبارات القرآنية الصريحة الا ان هذا نوع من التعصب والجمودوالبعد عن المنطق والدليل ايضا.

فـالـراى الـثالث والصحيح هنا هو الذي يمثل حلقة الوصل بين هاتين النظريتين الخاطئتين فلو اننا خـرجنا من محيط الافتراضات ودخلنا في عالم القوانين العلمية الثابتة بالدلائل القطعية او الشواهد المسلمة وكانت دلالة القرآن على هذه الامورصريحة وواضحة .

اذا ما هو المبرر لامتناعنا من تطبيق هذه المسائل على ايات القرآن ؟ ولماذايصيبنا الجزع من هذا الـتوافق الذي هو احد الادلة على عظمة هذا الكتاب السماوي ؟ واذا ما المانع من ان يكشف القرآن الـستار بوضوح عن البحوث التوحيدية ومعرفة اللّه تعالى , والمسائل التربوية المستندة لجملة من الـحـقـائق الـعلمية المجهولة بصورة كاملة في ذلك العصر , ومن ثم يوجه اتباعه ويوقفهم على هذا الامـر فـبالاضافة الى تحقق النتائج التوحيدية والاخلاقية من ورا ذلك , يعتبرامارة واضحة على حقانية القرآن فضلا عن انه يفتح بابا واسعا للعلوم والمعارف .

وعلى هذا الاساس سنتطرق بدقة الى نكتين في هذا البحث المتواصل فعلا :.

1 ـ سنختار المسائل الثابتة والمسلمة مئة بالمئة من العلوم الطبيعية مثل قانون الجاذبية , والزوجية فـي عـالـم الـنـباتات , حركة الارض , وحركة المنظومة الشمسية ,وامثال ذلك مما ثبت بالادلة الحسية في يومنا هذا.

2 ـ سـنـنتخب من الايات في هذا المجال ما هو صالح للانطباق على القواعدالعلمية العصرية بدون ادنـى تـكـلف او تاويل , او بعبارة اخرى فدلالة الايات التي تقع موردا للقبول , هي التي تكون وفق القواعد الادبية التي يكثر فيها استفادة المعاني من الجمل والكلمات .

/ 120